تعهّد رئيس بوركينا فاسو، النقيب إبراهيم تراوري، باستعادة جميع الأراضي معلناً خلال زيارة قام بها إلى معسكر توماس سانكارا الواقع في معسكر المنطقة الوسطى في هذا البلد الساحلي عن استمرار القتال ضد الحركات المسلحة في خطوة تكشف حجم التحدي الأمني في واغادوغو.
وقال تراوري في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إن "القتال والهجمات المتنوّعة ستستمر حتى يتم تحرير جميع الأراضي الخارجة عن سيطرة السلطات، ودحر الجماعات الإرهابية التي تقوّض الاستقرار والأمن".
لكنه لم يكشف عن خطط جديدة فيما تواجه سياساته لاستعادة الاستقرار انتقادات متزايدة.
وأضاف أن "القتال ليس هدفا، ولم يأتِ من أجله، لكن العدوان الذي تتعرّض له البلاد فرض عليه الحرب".
واتهم من أسماهم بالأعداء بأنهم "يريدون أرض بوركينا فاسو بدوننا" دون أن يكشف عن هؤلاء الأعداء.
تصريحات النقيب إبراهيم تراوري هي الأولى من نوعها منذ الهجمات الأخيرة التي أوقعت مئات القتلى من جنود ومدنيين في بوركينا فاسو وهي هجمات جاءت بالتزامن مع زيارته الشخصية إلى روسيا حيث التقى هناك الرئيس فلاديمير بوتين.
ويرى المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، أن "تراوري كأنه يصعّد مع الجماعات المسلحة ويريد أن يرسل إليها رسالة مفادها أنه قد يطلق عمليات عسكرية جديدة بعد هجماتها الدموية الأخيرة والتي أثبتت أن الجيش البوركينابي يعاني ضعفاً وهشاشة كبيرة".
وتابع كايتا في تصريح خاص لـ "إرم نيوز": "هناك فارق شاسع بين تصريحات ووعود تراوري المكررة باستعادة الاستقرار والتي باتت تواجه تشكيكاً واسعاً والواقع المختلف في بوركينا فاسو حيث تسيطر الجماعات المسلحة على نحو 70 في المئة من مساحة البلاد الجملية وهو أمر يعكس فقدان الجيش والأمن قدراتهما القتالية".
وشدد على أن "الهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعات المسلحة وفي مقدمتها نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة عثمان ديكو تثبت أن النظام الجديد في بوركينا فاسو غير قادر على ضبط الوضع وأن وعوده لم تحقق بعد".
وكان لافتاً حديث تراوري عن عدم استعداد حكومته للتفاوض مع أي طرف، حيث قال في كلمته التي كانت مطولة ودامت نحو ربع ساعة إن "البوركينابي لن يفاوض عدوّه، وسيقاتل وينتصر، ولن يتنازل عن شبر من أرضه إطلاقا، مهما كلّفه ذلك من ثمن".
وقال المحلل السياسي النيجري المتخصص في الشئون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، إن "الرئيس تراوري كشف المستور في كلمته حيث تحدث عن أعداء يسعون إلى زعزعة الاستقرار وهنا يشير بكل وضوح إلى أيادٍ خارجية".
وأضاف الحاج عثمان في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هذه الأيادي هي لدول فقدت نفوذها في الساحل الإفريقي لذلك تسعى إلى إطالة أمد الصراع وإنهاك جيوش المنطقة من أجل جعلها تتراجع عن سياساتها الراهنة واللجوء إليها من جديد".
وبيّن أن "في اعتقادي الجيش البوركينابي شأنه شأن بقية جيوش المنطقة سينجح في استعادة الأمن والاستقرار مهما كلف من ثمن".