logo
العالم

وسط صمت رسمي.. تصاعد "الإسلاموفوبيا" يهدد المجتمع الفرنسي

وسط صمت رسمي.. تصاعد "الإسلاموفوبيا" يهدد المجتمع الفرنسي
خلال المظاهرة المناهضة للإسلاموفوبيا في باريسالمصدر: (أ ف ب)
12 مايو 2025، 8:42 م

رأى خبراء سياسيون فرنسيون، أن موجة العداء المتصاعدة ضد المسلمين في فرنسا، لم تعد تقتصر على التصريحات والمواقف السياسية، بل باتت تنعكس بشكل خطير في الشارع، وسط صمت رسمي مقلق.

وفي مؤشر على هذا التصعيد، شهدت باريس مظاهرة حاشدة ندد فيها آلاف الفرنسيين بما وصفوه بـ"الارتفاع المقلق للإسلاموفوبيا"، مطالبين بالاعتراف بخطورة هذه الظاهرة ومعاقبة المحرضين عليها.

في هذا السياق، قال الباحث السياسي الفرنسي جوناتان لوران من مركز "تيرا نوفا" للدراسات الاجتماعية، لـ"إرم نيوز": إن "الخطاب الرسمي الذي يرفض الاعتراف بوجود الإسلاموفوبيا يُغذي الإنكار السياسي؛ مما يعيق أي مقاربة حقيقية لمحاربة التمييز".   

وأوضح لوران، أنه عندما يُقتل شاب داخل مسجد، ويُرفض حتى وصف الحادث بأنه ذو طابع عنصري، فإننا نرسل رسالة خاطئة تمامًا لملايين المسلمين في البلاد".

تسييس الهوية

كما أشار الباحث أوليفييه لوجران، المتخصص في سياسات الهوية في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، لـ"إرم نيوز "، إلى أن "هناك انزلاق متزايد في فرنسا نحو تسييس الهوية، والإسلام بات يُختزل في إطار أمني فقط. وهذا التوجه لا يُنتج سوى المزيد من الغضب والتهميش لدى فئة من المواطنين يشعرون أنهم مستهدفون في دينهم وانتمائهم".

وتظاهر عدة آلاف من الأشخاص في العاصمة الفرنسية باريس، أمس الأحد، بدعوة من عدد من المنظمات والشخصيات العامة؛ للتنديد بـ"تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا"، ولتكريم روح أبوبكر سيسي، الشاب المالي الذي قُتل في مسجد بمنطقة غار.

ورُفعت في التظاهرة لافتة كُتب عليها: "العنصرية تبدأ بالكلمات وتنتهي مثلما حدث لأبوبكر". وسار في الصفوف الأولى العديد من ممثلي حزب "فرنسا الأبية"من بينهم جان لوك ميلانشون، ولوي بويار، وأيمريك كارون، وأورلي تروفاي، وإيريك كوكرال.

ووسط الأعلام الفرنسية والفلسطينية، ردد المتظاهرون هتافات مناهضة للإسلاموفوبيا، من بينها: "لا، لا للإسلاموفوبيا".

كما استهدفت شعاراتهم، وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو بشكل مباشر، فهتفوا: "حتى لو لم يرد ريتايو، نحن هنا"، و"المشكلة ليست في النساء المحجبات أو المسلمين، بل في ريتايو الذي يجب أن يُطرد".

أخبار ذات علاقة

مسلمون في فرنسا

أوروبا "قلقة".. تصاعد لافت للاعتداءات على المسلمين في فرنسا

احتجاجات في عموم فرنسا

وامتدت الاحتجاجات إلى مدن فرنسية أخرى؛ ففي باريس قدرت الشرطة عدد المشاركين بـ3700 شخص، بينما قال المنظمون إنهم بلغوا 15 ألفاً، بحسب مجلة "لونوفل" أوبسيرفاتور الفرنسية.

وفي ليل، شارك حوالي 400 شخص، وفي ليون نحو 200، وفي مرسيليا قرابة 150، بحسب مصادر رسمية ومنظمات مجتمع مدني.

وعلّق النائب عن "فرنسا الأبية" إيريك كوكرال بالقول: "تشهد فرنسا زيادة لا يمكن إنكارها في مظاهر الإسلاموفوبيا، بلغت حد مقتل أبوبكر سيسي داخل مسجد".

وأضاف مهاجماً وزير الداخلية: "لن نقول بما فيه الكفاية مدى مسؤولية ريتايو، الذي يدمج خطاب اليمين واليمين المتطرف". ووجه كوكرال برسالة للمواطنين المسلمين: "لن نتراجع عن دعمكم".

وفي مرسيليا، رفع المحتجون لافتة كُتب عليها: "الإسلاموفوبيا تقتل، تُصيب، تُميز، تُهين... كفى". وشارك في المسيرة هناك كاهن كاثوليكي يُدعى الأب جوزيف سين (36 عاماً)، الذي قال إنه جاء "لدعم إخواننا المسلمين"، كما حضرها قس بروتستانتي يُدعى براين باريش (63 عاماً)، الذي قال: "نستطيع أن نعيش معاً بشكل طبيعي".

ارتفاع الاعتداءات ضد المسلمين

بحسب أرقام وزارة الداخلية الفرنسية، فقد شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي زيادة بنسبة 72% في الهجمات أو الاعتداءات التي تستهدف المسلمين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، إذ تم تسجيل 79 حالة.

وقال ياسين بنيتو، الأمين العام الوطني لمجموعة RED Jeunes وأحد منظمي المسيرة، هذا الأسبوع: "هناك شعور متزايد بالخوف الدائم داخل المجتمع المسلم"، مشيراً إلى أن "الخطاب السياسي المنفلت وغير المحسوب الذي يتبناه بعض المسؤولين يغذي أجواء العداء للمسلمين".

جدل مصطلح "الإسلاموفوبيا"

وأثار مقتل أبوبكر سيسي جدلاً حاداً في فرنسا بشأن استخدام مصطلح "الإسلاموفوبيا". فقد رفض وزير الداخلية برونو ريتايو استخدام المصطلح، معتبراً أن له "دلالة أيديولوجية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين"، وهو ما دفع وزارته إلى تجنب استخدامه.

في المقابل، دافع رئيس الوزراء فرانسوا بايرو عن استخدام مصطلح "الإسلاموفوبيا" في هذه القضية، في موقف اعتُبر نادراً بين قيادات الحكومة. وقد تجلى هذا الجدل خلال المسيرة الباريسية، حيث رفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها: "هم ليسوا ضد الإسلاموفوبيا، إنهم فقط لا يحبون المسلمين".

أخبار ذات علاقة

cf687207-eedf-4236-b48f-ccdf65e5da78

صعود "اليمين المتطرف" في أوروبا يثير مخاوف من عودة "الإسلاموفوبيا"‎

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC