logo
العالم

أوروبا "قلقة".. تصاعد لافت للاعتداءات على المسلمين في فرنسا

أوروبا "قلقة".. تصاعد لافت للاعتداءات على المسلمين في فرنسا
مسلمون في فرنساالمصدر: (أ ف ب)
10 مايو 2025، 3:00 م

رأى خبراء سياسيون فرنسيون أن أوروبا تجد نفسها اليوم أمام مرآة مجتمعية مقلقة، بعد أن كشفت تقارير استخباراتية حديثة عن ارتفاع حاد في الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا بنسبة 72% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

ووفقًا للإدارة الوطنية للاستخبارات الإقليمية في فرنسا، فقد سجلت هذه الأعمال ارتفاعًا بنسبة 72% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما أفادت به محطة "فرانس إنفو" الفرنسية.

أخبار ذات علاقة

زعيم اليسار المتطرف في فرنسا جان لوك ميلانشون

فرنسا.. اتهامات بـ"النازية" لزعيم اليسار المتطرف تشعل أزمة سياسية

وتتراوح هذه الاعتداءات بين العنف الجسدي والإهانات اليومية في الشارع، إذ لم تعد مجرد حالات فردية، بل تحولت، كما يرى محللون، إلى "مؤشر سياسي واجتماعي خطير على تصدع مبدأ المساواة في قلب الجمهورية الفرنسية".

 أحد أبرز الحوادث، كما ورد في التقرير، وقع في وضح النهار بمدينة بواسي (إقليم إيفلين)، حيث كانت امرأة مسلمة تبلغ من العمر 26 عامًا عائدة إلى منزلها مع طفلها البالغ 17 شهرًا في عربة أطفال، فهاجمها رجل فجأة وانتزع حجابها وسكب سائلًا على كتفها وشعرها. ووفقًا لعمدة المدينة، فإن السائل كان ماءً، "لكن ذلك لا يقلل من فظاعة الفعل"، على حد تعبيرها. ولا يزال الجاني فارًا من العدالة.

وفي الحي نفسه، عبّر السكان المسلمون عن قلقهم المتزايد، وإن لم يبدوا متفاجئين. تقول إحدى السيدات: "نحن نتعرض لهذا كل يوم، من انحراف السيارات نحونا في الطريق، إلى الشتائم، إلى أناس يطلبون منا أن نعود إلى بلداننا".

وتشير البيانات إلى تسجيل 79 حالة اعتداء في الربع الأول من عام 2025، مقابل 46 حالة في الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 72%. غير أن ممثلي الجالية المسلمة يرون أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع بدقة، بسبب امتناع كثير من الضحايا من تقديم شكاوى رسمية.

 في هذا السياق، قال أوريليان دومينيك، الباحث في "معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية"، لـ"إرم نيوز"، إن تصاعد هذه الأفعال يعكس "تأزمًا اجتماعيًا يرافقه انزلاق خطير في الخطاب السياسي الفرنسي"، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأوروبية وعودة قضايا الهوية إلى الواجهة.

وأضاف: "ما نرصده ليس مجرد أحداث فردية، بل نتاج مناخ سياسي يغذي التوتر. فعندما تتكرر تصريحات عن ‘التهديد الإسلامي‘ أو ‘الانفصالية‘، تُستقبل من قبل جزء من الشارع كترخيص ضمني بالعداء للمسلمين".

وأكد دومينيك أن الأجهزة الأمنية رصدت مرارًا علاقة مباشرة بين الحملات الإعلامية ضد الحجاب أو المساجد وبين ارتفاع الأعمال العدائية، محذرًا من أن عدم تجريم هذه الأفعال بوضوح قد يؤدي إلى "تطبيع الكراهية في الشارع الفرنسي".

تمزق النسيج الوطني

من جانبه، قال فابيان روليه، أستاذ العلوم السياسية في "معهد الدراسات السياسية بباريس"، لـ"إرم نيوز"، إن الأرقام تعكس "تحولًا خطيرًا في العلاقة بين الدولة الفرنسية وجزء من مواطنيها"، مؤكدًا أن استمرار هذه الظاهرة يهدد بتمزيق النسيج الوطني.

وتابع: "حين تخشى مواطنة فرنسية الخروج بالحجاب في وضح النهار، فهذا يعني أن مبدأ المساواة في الفضاء العام بات مهددًا. نحن لا نتحدث فقط عن أعمال عنف، بل عن تآكل الثقة بين المسلمين والدولة".

وأشار روليه إلى أن غياب خطاب سياسي قوي يدافع عن كرامة المواطنين المسلمين يترك فراغًا تستغله التيارات المتطرفة، من أقصى اليمين وحتى المجموعات الغوغائية، وفق تعبيره.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC