كشفت شبكة "سي إن إن" عمّا أسمته "تلاعباً" من قبل البيت الأبيض في قاعدة بيانات للنصوص الرسمية التي توثق تصريحات وأخبار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وقالت الشبكة في تقرير، اليوم الجمعة، إن البيت الأبيض في عهد ترامب، الذي يصف نفسه بأنه "الإدارة الأكثر شفافية" في التاريخ، وفق تعبير "سي إن إن"، أزال قاعدة بيانات للنصوص الرسمية التي توثق تصريحات الرئيس وظهوراته.
ويعرض قسم "التصريحات" على موقع البيت الأبيض الإلكتروني، الآن، مقاطع فيديو من يوتيوب، بدلاً من النصوص التي نشرتها الإدارات السابقة لعقود.
واعتبرت "سي إن إن" أن هذا التغيير يعد "مثالاً آخر على سعي إدارة ترامب لفرض مزيد من السيطرة"، مضيفة أنه بدلاً من طباعة جميع النصوص، وبالتالي إنشاء سجل شامل للجمهور، يُعلن البيت الأبيض بشكل انتقائي عن بعض الأحداث، ويتجاهل أخرى.
ومن الواضح أن اختيار مقاطع الفيديو "التصريحات" غير مكتمل، حيث يتضمن أقل من 50 مقطع فيديو لترامب من أول 120 يوماً من ولايته الثانية.
وينشر البيت الأبيض عدداً أكبر بكثير من مقاطع الفيديو على يوتيوب، بما في ذلك هجمات شديدة التحزب، ومقاطع دعائية مختلطة.
وكتب إس. في. ديت، كبير مراسلي البيت الأبيض في "هافينغتون بوست"، والذي لاحظ أن الإدارة قلصت من نصوص ترامب، في وقت سابق، من ربيع هذا العام، الأسبوع الماضي أن البيت الأبيض "يستبعد العديد من تعليقاته الأكثر جنوناً" من موقعه الإلكتروني.
وردًا على ذلك، نصح مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، ديت بـ"التوقف عن السخرية".
كما أُزيلت النصوص تماماً، باستثناء خطاب تنصيب ترامب، ولا يزال مختزلو الحكومة يسجلون وينسخون جميع تصريحات ترامب، بما في ذلك تفاعلاته مع وسائل الإعلام، وهذه السجلات لا تُنشر، بحسب "سي إن إن"
ورأت أن مقاطع فيديو يوتيوب ليست بديلاً كاملاً، لأن بعض تصريحات ترامب غير مؤرشفة على شكل فيديو.
وحُذفت في الأشهر الأخيرة سجلات أخرى كانت تنشرها الإدارات السابقة عادة، مثل نصوص الإحاطات الصحفية للبيت الأبيض، ولا يتضمن الموقع، حالياً، سوى نص أول إحاطة للسكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت في يناير/ كانون الثاني الماضي.
واعتبرت "سي إن إن" أن حذف النصوص يؤثر على الصحفيين والباحثين، مشيرة إلى أن أسلوب ترامب الكلامي المُبالغ فيه والارتجالي يتطلب تدقيقاً دقيقاً في الحقائق. واستدركت أن الرئيس يبدو، غالباً، مهتماً أكثر بالصور، خاصة تلك التي تُظهر القوة والهيمنة.
