الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
بدأ رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، فرانسوا بايرو، سلسلة مشاورات سياسية مكثفة مع زعماء الأحزاب البرلمانية لتشكيل حكومة ذات طابع خاص، تجمع بين شخصيات بارزة ذات أسماء ثقيلة، من مختلف التيارات السياسية.
ويسعى رئيس الوزراء الجديد، إلى تشكيل حكومة تضم شخصيات ذات خبرة. ولتحقيق هذا الهدف، يبدأ على مدار يومين، سلسلة من الاجتماعات مع ممثلي الأحزاب السياسية، تبعاً "لأهميتهم" في الجمعية الوطنية. وسيكون أول اللقاءات مع زعيمي حزب التجمع الوطني، مارين لوبان وجوردان بارديلا، اللذين يمثلان 124 نائباً في البرلمان.
ويجتمع بايرو لاحقا مع غابرييل أتال، زعيم الكتلة البرلمانية لحزب "معاً من أجل الجمهورية" ورئيس حزب النهضة، وكذلك مع لوران فوكوييه، زعيم الجمهوريين.
جان دومينيك جولياني، رئيس مؤسسة روبرت شومان من جهته، قال لـ"إرم نيوز"، إن فكرة تشكيل حكومة تضم شخصيات بارزة من مختلف الأطياف السياسية تمثل فرصة لتحقيق استقرار سياسي نسبي في فرنسا، وسط الانقسامات الحالية.
وأشار جولياني إلى أن هذا النهج يتماشى مع التقاليد الأوروبية في تشكيل حكومات "الوحدة الوطنية" لمواجهة الأزمات الكبرى، إلا أنه يشير إلى أن نجاح الحكومة يعتمد على قدرتها على تقديم رؤية واضحة ومقبولة لجميع التيارات السياسية، خاصة فيما يتعلق بملفات حساسة مثل الهجرة والاقتصاد.
ورأى أن إشراك شخصيات قوية من المعارضة قد يمنح الحكومة مصداقية أكبر، لكن يجب أن ترافق ذلك خطوات ملموسة نحو تحقيق توافق سياسي مستدام".
وبدوره، قال باسكال بيريينو، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في تحليل الأنظمة الحزبية، لـ"إرم نيوز"، إن تشكيل حكومة بمشاركة أسماء بارزة من التيارات السياسية المختلفة يمثل مخاطرة كبيرة لفرانسوا بايرو. فهو يرى أن مثل هذه الحكومات، رغم أنها تبدو جذابة على الورق، فإنها قد تواجه صعوبات عملية في اتخاذ القرارات بسبب تضارب الأولويات بين أعضائها.
واعتبر أن التحدي الحقيقي أمام بايرو ليس فقط تشكيل حكومة توافقية، بل ضمان قدرتها على العمل بفعالية دون أن تصبح رهينة للتجاذبات السياسية الداخلية.
وتشمل الاجتماعات لاحقاً ممثلين عن "فرنسا الأبية"، والحزب الاشتراكي، والخضر، وحركة الديمقراطيين، وآفاق، والمستقلين من حركة "ليوت"، والشيوعيين، والمجموعة البرلمانية " للاتحاد من أجل الديمقراطية".
ويريد بايرو الانتهاء من هذه المشاورات بحلول الثلاثاء ليقدم تشكيلته الحكومية للرئيس إيمانويل ماكرون.
السؤال الكبير هو مصير وزير الداخلية برونو ريتايو، والذي كان من أوائل المسؤولين الذين استقبلهم بايرو مساء الجمعة، فور تسلمه منصبه. ودعم رئيس مجلس الشيوخ، جيرار لارشيه، الإبقاء على ريتايو في منصبه، مؤكداً أنه يحظى بشعبية جيدة لدى الرأي العام، وأنه أظهر إرادة سياسية قوية للتعامل مع الملفات السيادية. لكن وجود ريتايو يمثل إشكالية للتيار اليساري الذي يعارض بشدة قانون الهجرة الجديد الذي يروج له.
في مقابلة مع صحيفة "لا تريبين"، صرح بايرو بأنه يسعى إلى تشكيل حكومة تُشعر الفرنسيين بالثقة والانتماء. ومن بين الأسماء المطروحة، يأتي كزافييه برتراند، رئيس منطقة "أعالي فرنسا"، وإليزابيث بورن، رئيسة الوزراء السابقة، وجيرالد دارمانان، وزير الداخلية السابق.
من الجانب اليساري، يُذكر اسم برنارد كازنوف، وفرانسوا ريبسامين، وزير العمل السابق في عهد فرانسوا هولاند، الذي صرح مؤخراً بأنه منفتح للمشاركة "إذا كانت هناك فرصة لخدمة البلاد".
إلى جانب التحديات المتعلقة بتشكيل الحكومة، يبقى السؤال الأكبر حول قدرة هذه التشكيلة الجديدة على تجاوز عقبة التصويت البرلماني، خاصة فيما يتعلق بالموازنة.
أما الاشتراكيون، فعلى لسان رئيسهم في البرلمان، بوريس فالو، فقد حددوا خطوطاً حمراء للتعاون: لا مزيد من استخدام المادة 49.3، ورفض قانون الهجرة، وإلغاء إصلاح نظام التقاعد. ولذلك؛ يبدو أن الاتفاق مع اليسار لا يزال بعيد المنال، مما يهدد استقرار الحكومة الجديدة.