تواجه الولايات المتحدة، في عهد الرئيس دونالد ترامب، ما وُصف بـ"تحالف غير مقدس" يضم 4 أعداء لواشنطن، ويهدد نفوذها في العالم.
وبحسب "رويترز"، فإن ترامب يواجه هذه المرة تحديا من نوع مختلف، يتمثل في مجموعة أكثر اتحاداً من خصوم الولايات المتحدة الذين تقاربوا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وكان ترامب طبق في ولايته الأولى في المنصب أسلوبه الخاص في الدبلوماسية مع خصوم واشنطن، فأعلن صداقته العلنية مع روسيا وكوريا الشمالية بينما مارس على نحو منفصل ضغوطا على الصين وإيران.
ومع توليه منصبه لولاية جديدة، تعهد ترامب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والحد من البرنامج النووي الإيراني ومواجهة الصين مع تعزيز الجيش الأمريكي.
وفي السنوات القليلة الماضية، أقام الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين "شراكة بلا حدود"، تقدم خلالها بكين لروسيا الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه لدعم حربها في أوكرانيا.
واقترح بوتين وشي، أمس الثلاثاء، تعميق شراكتهما الاستراتيجية بشكل أكبر، خلال مكالمة هاتفية طويلة بعد أداء ترامب اليمين رئيسا للولايات المتحدة.
كما وقعت روسيا اتفاقيات استراتيجية مع كوريا الشمالية في يونيو حزيران 2024 ومع إيران يوم الجمعة.
وقال دانييل راسل من معهد "آشيا سوسايتي بوليسي إنستيتيوت" ومقره واشنطن، الذي ترأس سياسة شرق آسيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن "المعضلة التي يواجهها ترامب، الذي عبر عن رغبته في "التوافق مع روسيا" والذي يحاول الضغط على الصين في التجارة، هي أن شراكة موسكو مع بكين تحد من رغبة روسيا في التعامل مع واشنطن وضعف الصين أمام الضغوط الأمريكية".
ونجحت روسيا في الصمود في مواجهة العقوبات الغربية الشديدة إلى حد بعيد بفضل مشتريات الصين الضخمة من النفط الروسي وإمدادات السلع ذات الاستخدام المزدوج التي قالت إدارة بايدن إنها تدعم القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، وهي التهمة التي تنفيها الصين.
وتزود كوريا الشمالية روسيا بالجنود والأسلحة في أوكرانيا وأحرزت تقدما سريعا في برنامجها الصاروخي والنووي.
ويخشى الخبراء أن تتمكن إيران من استئناف جهودها لصنع سلاح نووي على الرغم من إضعافها بسبب هجوم إسرائيل على وكلائها الإقليميين.
وقال مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد، في مقابلة مع "فوكس نيوز"مقدس
في نوفمبر تشرين الثاني، إن "الصين تشتري النفط من إيران بثمن بخس، وطهران تستخدم هذه الأموال لإرسال الصواريخ والطائرات المسيرة إلى روسيا، ثم تضرب البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا".
وفي جلسة تأكيد تعيينه في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، وصف وزير الخارجية ماركو روبيو الصين بأنها أخطر تهديد تواجهه الولايات المتحدة، واتهم موسكو وطهران وبيونغ يانغ ببث "الفوضى وعدم الاستقرار".
وقال زاك كوبر، وهو زميل كبير يركز على آسيا في معهد أمريكان إنتربرايز، إنه يعتقد أن فريق ترامب "سيحاول إبعاد الدول عن الصين".
وأضاف "يريدون على ما يبدو إبعاد روسيا وكوريا الشمالية وإيران عن الصين، وهذا يعني التمييز بين هذه التهديدات بدلا من الإشارة إلى أنها مترابطة. لذا فإن الدفع نحو التوصل إلى اتفاق مع بيونغ يانغ وآخر مع موسكو يبدو لي الأكثر ترجيحا".
وقال مايكل فورمان، الذي كان ممثلا تجاريا خدم في إدارة أوباما وهو الآن رئيس مؤسسة مجلس العلاقات الخارجية البحثية، إن كوريا الشمالية قد يكون لديها حافز أقل للتعامل مباشرة مع الولايات المتحدة.
وبينما اعتقد ترامب خلال فترة ولايته الأولى أنه يمكنه التوصل إلى اتفاق مع بيونغ يانغ، قال فورمان إنه من غير الواضح ما إذا كانت كوريا الشمالية لديها مصلحة في التعامل مع الولايات المتحدة الآن بعد أن حصلت على دعم أوسع من روسيا والصين.
ومع ذلك بدأ بعض التصدع يظهر في علاقات حلف أعداء الولايات المتحدة.
وتساءل روبرت وود، نائب السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة في عهد بايدن، عما إذا كانت طهران يمكن أن تعتمد على موسكو للمساعدة، مشيرا إلى عدم وجود دعم روسي لحليفها الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قبل وقت قصير من الإطاحة به.
وأضاف وود "لو كنت مكان إيران ونظرت كيف تخلت روسيا عن الأسد، فسأكون قلقا للغاية".
وفيما يتعلق بإيران، من المرجح على ما يبدو أن يعود ترامب إلى السياسة التي انتهجها في ولايته السابقة والتي سعت إلى تدمير اقتصادها لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق بشأن برنامجها النووي والصاروخي وأنشطتها في الشرق الأوسط.
وقال وود إن كل هذه الجهود ستكون أسهل إذا ركزت الإدارة الجديدة على تعزيز التحالفات الأمريكية، وهي أحد الأصول الأمريكية التي قلل ترامب من أهميتها خلال ولايته الأولى.
وأضاف في إشارة إلى الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية "إننا نحاول تقسيمها قدر ما نستطيع. ومن الأهمية بمكان أن نمتلك هذا النوع من التحالفات ونعتمد عليه؛ لأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تواجه كل هذه الأطراف بمفردها".