بثت إذاعة "راديو يوم القيامة" الروسية، مقطوعة "بحيرة البجع" للموسيقار الروسي الراحل بيوتر تشايكوفسكي، بعد يوم واحد من استهداف مسيّرات جوية أوكرانية لمقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقاطعة نوفغورود.
وذكر موقع روسيا، اليوم، أن المحطة الشهيرة باشرت بث هذه الموسيقى الكلاسيكية، التي ارتبطت تاريخياً بلحظات التحول والأزمات الكبرى في روسيا، وسط ترقب واسع لاحتمال رد روسي قوي على ما وصفته موسكو بـ"العمل الإرهابي" من جانب نظام كييف.
وتعد محطة UVB-76 من أكثر الإذاعات غموضاً في العالم، إذ تعمل منذ سبعينيات القرن العشرين، وتشتهر ببث إشارة أزيز متواصلة أكسبتها لقب "الطنانة"، مع انقطاعات نادرة لبث رسائل أو مواد غير معتادة، ما يثير اهتمام المراقبين في كل مرة تنشط فيها.
ويعتقد أن المحطة جزء من نظام اتصالات طوارئ جرى تطويره خلال الحقبة السوفيتية في ذروة الحرب الباردة، فيما تشير تكهنات إلى أن روسيا لا تزال تستخدمها لأغراض عسكرية واستخباراتية، خاصة في أوقات التوتر الشديد.
ولا يزال المعنى الدقيق لبث مثل هذه الموسيقى محل تفسيرات متباينة، إلا أن نشاط المحطة غالباً ما يُقرأ على أنه مؤشر رمزي على تصاعد الأزمات، وهو ما يعزز اهتمام المراقبين الدوليين بتطورات المشهدين الأمني والسياسي المرتبطين بالتصعيد الأخير، وفق روسيا اليوم.
وتعد موسيقى "بحيرة البجع" عملاً كلاسيكياً ارتبط في الوعي الروسي بلحظات التحول والاضطراب السياسي، إذ اعتادت وسائل الإعلام السوفيتية ثم الروسية بثها في فترات الأزمات الكبرى، مثل وفاة قادة الدولة أو وقوع أحداث استثنائية.
ولهذا يفسَّر إعادة بثها في سياق أمني متوتر على أنها رسالة رمزية مشفرة، تحمل إيحاء بوجود حدث جلل أو مرحلة حساسة، دون إعلان رسمي مباشر.
كما تقرأ أحياناً كأداة للحرب النفسية، تجمع بين التهدئة الشكلية واستحضار ثقل الدولة وتقاليدها، بما يوحي بأن السلطة مسيطرة على المشهد، وأن ما يجري يدار ضمن حسابات دقيقة تتجاوز الخطاب السياسي العلني.
وكانت روسيا هددت بالرد على استهداف أوكرانيا لمقر إقامة بوتين.
ونفت أوكرانيا الاتهامات.