logo
العالم

الكاميرون.. الحكومة منقسمة بشأن ترشيح الرئيس مجدداً

الكاميرون.. الحكومة منقسمة بشأن ترشيح الرئيس مجدداً
الرئيس الكاميروني بول بياالمصدر: رويترز
09 يوليو 2025، 5:04 م

تشهد الساحة السياسية في الكاميرون حالة من الغموض والانقسام في المواقف داخل الفريق الحاكم، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعدما تصاعد الجدل بشأن مستقبل الرئيس بول بيا، الذي أمضى أكثر من 40 عاماً في الحكم ويُعد من بين أقدم الرؤساء في العالم.

وعدّ الوزير الناطق باسم الحكومة رينيه إيمانويل سادي أن جميع الخيارات لا تزال مفتوحة بشأن ترشح الرئيس أو انسحابه من السباق، خرج رئيس حزب التجمع الديمقراطي الحاكم، جاك فامي، بتصريحات حاسمة تؤكد مشاركة بيا في الانتخابات القادمة وهو ما فُسِّر كإشارة إلى وجود انقسام داخل دوائر صنع القرار.

هذا التناقض في التصريحات الرسمية يعكس ارتباكاً واضحاً بشأن الخطوة القادمة حيث لم يُعلن الحزب الحاكم، رسمياً، عن مرشحه حتى الآن .

ورغم ذلك، فإن المادة 27 من النظام الأساسي للحزب تؤكد أن الرئيس هو المرشح الوحيد ما يزيد من حدة الترقب داخلياً وخارجياً لمآلات المشهد السياسي في البلاد.

مهددات أمنية

وأشار الكاتب والمحلل السياسي منتصر كمال لـ"إرم نيوز"، إلى أن الرئيس الكاميروني بول بيا يواجه تحديات متصاعدة من الولايات الشمالية للبلاد التي تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية من حيث عدد الناخبين.

وأضاف أنه وفقًا لأرقام اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات فإن هذه الولايات تضم أكثر من مليوني ناخب ما يجعلها منطقة حاسمة قد تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات المقبلة.

وعدّ كمال أن المعارضة في الشمال تتمتع بقاعدة جماهيرية متنامية نتيجة شعور قطاعات واسعة من السكان بالتهميش السياسي والاقتصادي، إضافة إلى تنامي الغضب الشعبي من استمرار حكم بيا لعقود دون تغييرات ملموسة في حياتهم اليومية.

وقال إن هذا التململ الشعبي يشير إلى احتمالات انقلاب موازين القوى لصالح المعارضة في الانتخابات المرتقبة.

أخبار ذات علاقة

انتخابات سابقة في الكاميرون

هيرام إيودي.. شاب يتحدى "حكم الشيوخ" بانتخابات الكاميرون

ويرى كمال أنه إلى جانب الانقسامات السياسية، والتحديات الانتخابية، يعاني شمال الكاميرون من تدهور أمني مستمر، خاصة في المناطق الحدودية القريبة من نيجيريا؛ حيث تنشط جماعة "بوكو حرام" وغيرها من الجماعات المسلحة في هذه المناطق، ما يعرّض السكان لانعدام الأمن، ويؤثر على إمكانية تنظيم حملات انتخابية حرة وآمنة.

وأفادت الباحثة المهتمة بالشان الأفريقي منه صالح  بأن الرئيس بول بيا من أقدم القادة الأفارقة الذين حافظوا على علاقات وثيقة مع القوى الاستعمارية السابقة خاصة فرنسا. وأسهمت هذه العلاقات في دعم نظامه السياسي لعقود طويلة رغم الانتقادات المتكررة بشأن الحكم الاستبدادي.

كما اعتمد بيا، خلال سنوات حكمه، على الشراكات الأوروبية لضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي في الكاميرون. وفي المقابل، تغاضت بعض الدول الأوروبية عن ممارسات سلطوية في البلاد، مما زاد من نفوذ الرئيس داخليًا.

وأضافت رغم الانتقادات لا تزال الحكومات الأوروبية تنظر إلى بول بيا كشريك موثوق في قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب في وسط أفريقيا وهذا التنسيق الأمني ساعده في الحفاظ على دعم خارجي، حتى مع تراجع شعبيته داخليًا. 

وختمت بالقول: "ولكن التغيرات الإقليمية والدولية تدفع باتجاه إعادة النظر في هذه التحالفات التقليدية. إذ يواجه النظام الكاميروني ضغوطًا متزايدة لاحترام الحقوق السياسية وإجراء انتخابات شفافة، ما قد يضع علاقاته الأوروبية على المحك في حال استمرار الجمود السياسي".

أخبار ذات علاقة

من أعمال تقطيع الخشب في الكاميرون

شبكة مصالح معقدة.. الثروات الطبيعية في قلب المعركة الانتخابية بالكاميرون

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC