في وقت تستعد فيه الكاميرون لخوض انتخابات رئاسية حاسمة في أكتوبر 2025، يبرز اسم هيرام صامويل إيودي، كأحد أبرز وجوه التغيير وممثلي الجيل الجديد.
ويقدم إيودي، المهندس المقيم سابقاً في كندا، نفسه كمرشح الشباب ضد نظام سياسي حكم البلاد لعقود.
ويسعى إلى إعادة رسم ملامح مستقبل الكاميرون من خلال مشروع سياسي جديد وشامل، يراهن على وعي الشباب، والدعوة للوحدة الوطنية، وتحديث المشهد السياسي المتجمد.
وأعلن إيودي، البالغ من العمر 37 عاماً، ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية المرتقبة، ليكون بذلك أصغر مرشح معلن حتى الآن.
وهو يشغل حالياً منصب الأمين التنفيذي لحزب الحركة من أجل ازدهار الشعب (MP3) الذي أسسه عام 2018 وتمت المصادقة عليه رسمياً في نهاية عام 2023.
ويقول إنه يمثّل صوت الشباب الذين تم "التضحية بهم" في ظل حكم الرئيس بول بيا، الذي يتولى السلطة منذ أكثر من أربعة عقود.
وبحسب تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، يُعد إيودي من الشخصيات السياسية التي لم تنل بعد التغطية الإعلامية الكافية رغم انخراطه في العمل العام منذ عام 2008، حيث بدأ نشاطه في الأوساط التقدمية.
و نشر كتاباً بعنوان "أحلامي كشاب: الكاميرون في الخمسين سنة المقبلة" في عام 2011، حيث قدّم فيه تصوراً طموحاً لمستقبل البلاد.
وفي الانتخابات الماضية عام 2018، لم يكن عمره يسمح له بالترشح، فانضم إلى حملة المعارض أكير مونا، وتولى قيادة الفريق المكلف بوضع البرنامج الانتخابي.
غير أن انسحاب مونا من العمل الحزبي دفع إيودي إلى تأسيس حزبه الخاص، مؤكداً أن الساحة السياسية تفتقر إلى مشاريع وطنية حقيقية، حيث قال: "معظم الأحزاب الحالية لا تملك رؤية واضحة أو أيديولوجية متماسكة."
ويتبنى حزب MP3 توجهاً سيادياً وأفريقياً يجمع بين العدالة الاجتماعية والليبرالية الاقتصادية، مستلهماً مبادئ من التقاليد الأفريقية القديمة، وخاصة مفهوم Ubuntu الجنوب أفريقي، الذي يعني: "أنا ما أنا عليه بفضل ما نحن عليه جميعاً".
يودي لا يقدّم نفسه كرمز شبابي فحسب، بل كصاحب خبرة تنفيذية أيضاً؛ إذ عمل في إصلاح قطاع النفط في تشاد والغابون، ويقول: "الكاميرون لا تحتاج إلى رمز جديد، بل إلى قائد قادر على اتخاذ قرارات وبناء مؤسسات فاعلة."
ورغم التحديات، من غياب التمثيل البرلماني لحزبه إلى النظام الانتخابي المحكم، يعوّل إيودي على تعبئة شعبية شاملة، وتوحيد أطياف المعارضة، والاستعانة بتقنيات حديثة مثل تطبيق إلكتروني لمراقبة نتائج التصويت، تديره شبكة من المتطوعين.
كما يعمل على تشكيل تحالفات سياسية، لكسر الحاجز القانوني، أبرزها "التحالف الوطني"، ويأمل بالحصول على دعم أحزاب معتمدة مثل "مجموعة دوالا" أو حزب مانيديم بقيادة أنيسيه إيكاني، ليترشح تحت رايتها.
وخلص تقرير المجلة الفرنسية إلى أنه مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، يطرح إيودي نفسه بديلاً جاداً على ساحة سياسية تتعرض لانتقادات متزايدة بالجمود والشيخوخة، فهل ينجح في قلب المعادلة ويفرض الجيل الجديد على واجهة الحكم؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.