شهدت المبادرة التي أُعلن عنها لتعبئة 100 ألف شاب من أنصار الرئيس بول بيا في مدينة ماروا شمال الكاميرون، والمقررة بين 8 و10 مايو/أيار المقبل، انقسامات حادة داخل صفوف حزب "التجمع الديمقراطي للشعب الكاميروني" الحاكم.
ووفق تقرير لمجلة "جون أفريك "، تحولت المبادرة التي كان يُفترض أن تُظهر وحدة الحزب وقوته قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلى ساحة لصراع الأجنحة والتنافس على الزعامة، وسط تأخر في صرف الأموال المخصصة للتنظيم، مما أدى إلى تراجع الحماس، وطرح الكثير من علامات الاستفهام حول فعالية العملية، وواقع الانسجام داخل الحزب.
وأوضح التقرير أن النزاع بين رموز الحزب خرج إلى العلن بعد أن تولّى بوكار عبد الرحيم، مدير ديوان رئيس الجمعية الوطنية كافايي ييغي جبريل، الإعلان عن المبادرة في بيان رسمي في 10 أبريل/نيسان، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة أثارت استياء عدد من القيادات السياسية داخل الحزب، التي رأت فيها تجاوزًا للتسلسل التنظيمي ومحاولة فردية لبسط النفوذ داخل الإقليم.
وأضاف أن المبادرة اصطدمت منذ بدايتها بجدل واسع، خصوصًا بعد بروز أسماء غير متوقعة على رأسها، أميناتُو أهيجو، ابنة الرئيس الراحل أحمدو أهيجو،مبينًا أن انضمامها إلى الحملة المؤيدة لبول بيا فُسر كرسالة سياسية مثيرة للجدل، لا سيما في ظل الإرث المعقد بين عائلتها وبول بيا، الذي دفع والدها إلى المنفى ومنع دفنه في الوطن.
كما واجهت الفعالية التي نظمتها "منصة شباب الشمال الأقصى من أجل النهوض"، بقيادة محمدو أتيكو كالدا، عقبات تنظيمية ومالية، إذ لم تُصرف الميزانية المخصصة، التي قُدرت بـ800 مليون فرنك أفريقي، رغم موافقة الديوان المدني للرئاسة عليها.
بدوره، برر وزير المالية، لويس-بول موتازي، التأخير بغياب بند قانوني يتيح الصرف لمثل هذه الأنشطة، وهو ما فتح المجال أمام تكهنات بوجود نية سياسية لإفشال المبادرة.
وأكدت "جون أفريك" أن الصراع تعمّق مع بروز اسم وزير الصحة، ماناودا مالاشي، في الخلفية، حيث نظّم مالاشي سابقًا مبادرة مشابهة عام 2021 تحت شعار "10 آلاف شاب لبول بيا"، وهو ما جعله يرى في الحملة الحالية محاولة من جناح عبد الرحيم للرد عليه، لا سيما أن عبد الرحيم، المنحدر من إقليم مايو-سافا، يُعتقد أنه يسعى إلى تعزيز فرصه في الحصول على منصب حكومي، سواء في وزارة الصفقات العمومية أو وزارة الشباب.
وبحسب مصادر، فإن صعود عبد الرحيم بدأ يثير قلقًا داخل دائرة كافايي ييغي جبريل، ما يهدد تماسك الحزب.
كما أن الأمين العام للرئاسة، فرديناند نغوه نغوه، يُقال إنه يسعى لتعطيل تحركات وزير الصحة من خلال دعم شخصيات منافسة له داخل الحزب.
وخلص التقرير إلى القول إن هذا الصراع السياسي المعقد يعكس هشاشة التوازنات الداخلية في الحزب الحاكم مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.