الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

مع انقضاء "هدنة الوقود".. شبح الشلل الاقتصادي يخيم على مالي

سيارات متوقفة على جانب الطريق وسط نقص مستمر في الوقود، ماليالمصدر: رويترز

تنقضي ما يمكن تسميته بـ"هدنة الوقود" في مالي بين المجلس العسكري الانتقالي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم "القاعدة" المتطرف، اليوم الجمعة، وسط حالة من عدم اليقين بخصوص عودة الحصار وحرق شاحنات المحروقات القادمة من دول الجوار.

وأطلقت السلطات العسكرية في باماكو سراح آخر مجموعة من 45 سجيناً من أقلية الفولاني، من أصل 115 سجينا معتقلين بتهم الارتباط بكتيبة "ماسينا" بقيادة أمادو كوفا، كجزء من اتفاق توصلت الدولة المالية إليه مع الجماعات المتشددة قبل 40 يومًا، للسماح لشاحنات الوقود بالمرور إلى العاصمة، وفق ما كشفت مصادر مالية موثوقة لـ"إرم نيوز".

وينتهي الاتفاق في الـ5 من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، ولم يتبين بعد عودة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لعادتها بفرض حصار على باماكو عبر حرق شاحنات الصهاريج رغم أن السلطات أكدت أن حل أزمة الوقود جاء نتيجة جهود أمنية.

ويُنذر هذا التهديد الجديد بعودة الاقتصاد المالي إلى أزمة وقود جديدة، بكل ما تترتب عليها من عواقب اجتماعية واقتصادية، وسط ترقب للتوصل إلى اتفاق جديد يمنع خنق العاصمة.

أخبار ذات علاقة

جنود سنغاليون قرب حدود مالي، في مهمة لمكافحة الإرهاب، 11 مايو.

"فورين بوليسي": الانهيار في مالي صنيعة حكامها العسكريين

ومن جانبها، تقول السلطات إنها تواصل الضغط على هذه الجماعات المسلحة خلال العمليات العسكرية، التي تنفذها قوات الجيش في جميع أنحاء البلاد.

ولطالما نفت باماكو أي مفاوضات مع المتشددين، إذ أكد الجيش تمكنه من كسر الحصار بالقوة، لكنه قبل تحت وطأة الشلل الاقتصادي بهدنة سمحت له بعبور أكثر من 88 شاحنة صهريجية قدمت من النيجر لدعم مالي بالوقود، تبعها تضامن بوركينا فاسو مع وصول أكثر من 200 شاحنة وقود أُرسلت لتزويد جارتها.

وتسبب استهداف جماعة النصرة، منذ أوائل أيلول/سبتمبر الماضي، قوافل الوقود القادمة من السنغال وساحل العاج بنقص الإمدادات وشلل في العاصمة، ساعيةً إلى خنق اقتصادي أكثر من غزو عسكري لتشويه سمعة المجلس العسكري الذي وصل إلى السلطة عام 2021.

وتستغل جماعة نصرة الإسلام، المتمركزة بقوة في ريف مالي، الحصار كأداة لإضفاء الشرعية على حكمها واختبار قدرة الدولة على حماية السكان.

ومع ما يُقدر بـ5 آلاف إلى 8 آلاف مقاتل، تفتقر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى الموارد اللازمة للسيطرة على باماكو بالقوة.

ويقول خبراء أمن إن قوتها تكمن في مكان آخر، في الحكم الذي تفرضه في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والمبني على تطبيق أصول الشريعة المتشددة وإدارة الموارد الطبيعية.

ومنذ عام 2018 فصاعدا، ورغم عملية برخان الفرنسية، توسّعت جماعة نصرة الإسلام، وأصبحت أكثر تنظيما وتمويلا وتجنيدًا، كما توسّعت إلى بوركينا فاسو والنيجر، ولم يكن منافسها الرئيسي الدولة المالية، بل تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، الذي خاضت معه اشتباكات عنيفة.

ولا يستبعد مراقبون التوجه نحو سيناريو تفاوضي بين باماكو والتنظيم المسلح مع احتمال تشكيل نظام هجين مستقبلا يجمع بين المكونات العسكرية والإسلامية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC