logo
العالم

يوم مفصلي.. هل عبرت أنقرة و"العمال الكردستاني" المرحلة الحرجة؟

أردوغان يلتقي نوابا أكرادا

شهدت عملية السلام الجارية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني يوماً مفصلياً بعد عام على انطلاقها وتباطؤ مسارها في الأسابيع الماضية، وسط تفاؤل هو الأول من نوعه حول عبور مرحلة حرجة في مسار المفاوضات. 

أخبار ذات علاقة

مقاتلون من حزب العمال الكردستاني

تركيا وحزب العمال الكردستاني.. خطوات نحو وقف التصعيد وإحياء الحوار

قدم وفد من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب تقييماً إيجابياً للقائه مساء يوم أمس الخميس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل التوجه إلى مقابلة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في سجنه بجزيرة "إيمرالي" في غرب تركيا.

كما كشفت اللجنة البرلمانية التي تشرف على مرحلة النقاشات في عملية السلام منذ آب/أغسطس الماضي، عن اقتراب نهاية عملها بعد لقاء مع وزير الخارجية والعدالة في الحكومة التركية في مساء اليوم ذاته، والانتقال لمرحلة جديدة.

ساعة السلام

ضمَّ وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، وهو ثالث أكبر أحزاب البرلمان التركي، الذي التقى أردوغان، النائبين بيرفين بولدان ومدحت سانجار، وكلاهما عضو في وفد "إيمرالي" الذي التقى سابقاً مع أوجلان، ومن المقرر أن يلتقيه مجدداً ضمن دور الوساطة الذي يلعبه الحزب الممثل للأكراد.

وقال الحزب في بيان عقب اللقاء الذي استمر ساعة في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وحضره من الجانب الحكومي، رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالن، إن الاجتماع شهد تقييمات شاملة للمرحلة الحالية في عملية السلام وما يجب القيام به بعد ذلك.

وأضاف بيان الحزب المتفائل بعد نبرة أقرب للتشاؤم حول مصير عملية السلام في الفترة الماضية: "نعرب عن سعادتنا بأن لدينا تفاهمًا وإجماعًا متبادلًا بشأن اتخاذ الخطوات التي من شأنها ضمان تقدم العملية بشكل أسرع وأكثر صحة".

مرحلة جديدة

شهدت العاصمة أنقرة في يوم أمس الخميس ذاته، خطوة متقدمة أخرى في عمليات السلام، عندما عقدت لجنة السلام التي تضم ممثلين عن الأحزاب في البرلمان، اجتماعاً مغلقاً مع وزيري الخارجية والعدل، هاكان فيدان ويلماز تونتش.

وبعد كلمة افتتاحية في الجلسة، تم إغلاق الاجتماع أمام وسائل الإعلام بتصويت غالبية أعضاء اللجنة بسبب حساسية الموضوعات التي ستطرح في الجلسة وارتباطها بالأمن القومي وفق ما أعلن رئيس اللجنة ورئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش".

وهذا هو الاجتماع رقم 16 للجنة التي تسميها تركيا "لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية"، وشملت اللقاءات الماضية منظمات مجتمع مدني ومحامين وخبراء في حل النزاعات الدولية وجمعيات تمثل ذوي ضحايا الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الذي اندلع قبل أكثر من أربعة عقود وخلف عشرات آلاف الضحايا.

خطوة مهمة

يمثل الحراك الذي شهدته أنقرة حول عملية السلام التي تسميها أنقرة "مبادرة تركيا خالية من الإرهاب"، يوم الخميس، أول نتيجة لخطوة يوم الأحد الماضي، عندما أعلن حزب العمال الكردستاني عن سحب مقاتليه من الأراضي التركية في خطوة تاريخية بالصراع.

ووصف رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، مبادرة حزب العمال الكردستاني تلك، بأنها "خطوة مهمة" في تقدم عملية السلام الجارية، وقال بحضور الوزيرين فيدان وتونتش، "بمجرد أن تحدد قوات الأمن التركية وتوثق أن "المنظمة الإرهابية" قد أنهت وجودها على الأرض، فإن اللجنة البرلمانية ستقدم إطارًا إلى مجلس الأمة التركي الكبير يحدد الخطوات التي يجب اتخاذها.

وتصنف تركيا حزب العمال الكردستاني منظمة "إرهابية"، وتستهدف عملية السلام الجارية حل الحزب وإلقاء مقاتليه للسلاح، بالتزامن مع إقرار قوانين تحدد مصير قادته ومقاتليه وتتيح الانخراط في الحياة السياسية التركية بجانب تعديلات تتعلق بالمساواة يطالب بها الأكراد، وبينها قضية اللغة التركية.

قرارات مصيرية

تتجه الأنظار حالياً حول الخطوة القادمة التي ستتخذها أنقرة في مسار عملية السلام بعد الدفع الذي تلقته عقب مبادرة انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني، والتي قالت مصادر تركية في وقتٍ سابق لـ "إرم نيوز" إن أوجلان يقف خلفها للتغلب على التعثر الذي ظهر في الأسابيع الماضية. 

أخبار ذات علاقة

صورة أوجلان بين أنصاره في ديار بكر

بانتظار أوجلان.. كيف سترد أنقرة على انسحاب مقاتلي "العمال الكردستاني"؟

فقد اعترضت غالبية الأحزاب التركية، على مقابلة لجنة السلام البرلمانية أوجلان بشكل مباشر، بجانب الاعتراض على مطالبة الإفراج عنه أو حضوره للبرلمان التركي، ما تسبب بردود فعل سلبية لدى الجانب الكردي المتمثل في حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، وساد اعتقاد واسع بأن السلام يواجه التعثر.

وقال المحلل السياسي التركي، علي أسمر، إن المزاج العام في تركيا، خاصة في المناطق الجنوبية الشرقية، أبدى قدراً من الارتياح لخطوة انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني، مع مشاعر حذرة تنتظر ترجمة الخطوة إلى نتائج ملموسة.

 وأضاف أسمر في حديثه لـ "إرم نيوز" أن ردود الفعل لدى السياسيين داخل تركيا جاءت متباينة، فالتيار الحاكم قدّم الانسحاب بوصفه ثمرة "حزم الدولة وثباتها"، فيما حذّرت المعارضة من استغلال الخطوة لتمرير تنازلات سياسية. 

تفاؤل وعقبات

عبر عن موقف الجانب الكردي في المرحلة الحالية من عملية السلام، الرئيس المشترك لحزب "الديمقراطية والمساواة للشعوب"، تونجر باكيرهان، عندما قال "نحن متفائلون ومتمسكون بالأمل، ونثق بأننا سنصل معاً إلى جمهورية ديمقراطية.

وأوضح باكيرهان في خطاب شمال شرق البلاد، الخميس، "إذا كان السلاح هو المشكلة، فلم يعد موجوداً، أليس من واجب ومسؤولية الدولة والحكومة، القضاء على العنصرية والممارسات المناهضة للديمقراطية التي أدت إلى ظهور السلاح؟". 

أخبار ذات علاقة

مسلحان من حزب العمال الكردستاني

انسحاب "العمال الكردستاني".. هل يضع العراق في قلب الصراع مع أنقرة؟

 وأضاف: "نريد الجمهورية أن تكون ديمقراطية. نريدها أن تشمل وتحتضن جميع الأطياف والهويات التي تعيش في تركيا. لا ينبغي إقصاء أحد بسبب هويته أو لغته أو لونه أو معتقداته. هذه هي رغبتنا تحديدًا، الهدف الذي سعينا إليه لسنوات ولم نتمكن من تحقيقه".

وبجانب الزخم الذي تشهده عملية السلام منذ قرار انسحاب مقاتلي حزب العمال من تركيا، فإن العملية تواجه عقبات أخرى غير مصير أوجلان وقادة ومقاتلي حزبه، إذ تطالب أنقرة بأن تشمل دعوة إلقاء السلاح التي أطلقها أوجلان في شباط/فبراير الماضي، قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وترفض قسد الاستجابة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC