انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
أعلنت ساحل العاج (كوت ديفوار) أنها ستستضيف منشأة أمريكية لتشغيل الطائرات المسيرة، في خطوة تثير تساؤلات حول ما إذا كانت تهدف إلى استعادة واشنطن نفوذها من بوابة أبيدجان، العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار، التي ستحتضن هذه المنشأة.
وواجهت الولايات المتحدة الأمريكية شأنها في ذلك شأن فرنسا والقوى الغربية، انتكاسات عديدة في منطقة غرب أفريقيا من خلال طرد قواتها والتي كان آخرها من النيجر، التي ألغى مجلسها العسكري الحاكم برئاسة الجنرال عبد الرحمن تياني الذي تولى السلطة في انقلاب ضد الرئيس محمد بازوم اتفاقية للتعاون الدفاعي مع واشنطن.
استعادة نفوذها
واجتمعت السفيرة الأمريكية في أبيدجان مع وزير الدفاع الإيفواري، تيني إبراهيما واتارا، وقائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال مايكل لانغلي، حيث بحثا تشغيل هذه المنشأة التي يأتي الإعلان عنها في وقت تتصاعد فيه هجمات الجماعات المتطرفة في دول مثل بنين ومالي وبوركينا فاسو والنيجر.
وعلقت المحللة السياسية المتخصصة في الشؤون الأفريقية، ميساء نواف عبد الخالق، على الأمر بالقول، إن "الاهتمام الأمريكي بأبيدجان يأتي في إطار حرص واشنطن للعودة بقوة إلى المنطقة واستعادة نفوذها، وذلك من بوابة باب مكافحة الإرهاب، خاصة في ظل تراجع نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي تحديدًا".
وأضافت عبد الخالق في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "كوت ديفوار تتمتع إلى حد ما باستقرار نسبي، وبالتالي تحاول واشنطن ترسيخ نفوذها هناك في استبدال لنفوذ المستعمر القديم وهو فرنسا، ومنافسة التمدد الروسي في منطقة الساحل الأفريقي، في ظل تهليل شعوب الساحل بهذا النفوذ الروسي كبديل عن النفوذ الفرنسي القديم".
وبينت أن "هذه المنشأة المتطورة لتشغيل الطائرات المسيرة تعكس تعاظم التعاون بين كوت ديفوار والولايات المتحدة الأمريكية، ويأتي تركيزها بهدف ليس مكافحة الإرهاب كما تدعي واشنطن، بل حفاظًا على مصالحها في أبيدجان وهي العاصمة الاقتصادية والثقافية لكوت ديفوار".
وأنهت عبد الخالق حديثها بالقول، إن "أبيدجان تحتل موقعًا إستراتيجيًا ولديها منفذ بحري يطل على المحيط الأطلسي؛ ما يسهل عمليات الدعم اللوجستي والاستخباري نحو الداخل الأفريقي".
تصدي للجماعات الإرهابية
وتصاعدت الهجمات في منطقة الساحل الأفريقي، حيث قضى نحو 260 جنديًا في بوركينا فاسو في هجومين منفصلين شنتهما جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" بقيادة عثمان ديكو.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، إن "هذه الخطوة الأمريكية إيجابية في اعتقادي؛ لأنها ستسمح بمراقبة لصيقة للجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل الأفريقي، وربما سيتم تزويد السلطات المحلية بمعلومات عنها خاصة أن عمليات هذه الجماعات اكتسبت زخمًا الأيام الماضية".
وتابع كايتا في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "كوت ديفوار وبنين باتتا معًا ملاذ القوى الغربية منذ انهيار التحالف التقليدي بين هذه القوى ودول الساحل الثلاث (مالي والنيجر وبوركينا فاسو)، حيث رأينا في السابق تمركز القوات الأمريكية في كوت ديفوار إثر طردها من النيجر، بالتالي هناك تعاون مثمر بين ياموسوكرو (عاصمة كوت ديفوار السياسية) وواشنطن".
وشدد على أن "نتيجة هذا التعاون في اعتقادي تصب في مصلحة كل دول المنطقة، خاصة إذا أدى إلى التقليص من نفوذ الجماعات المسلحة".