logo
العالم

خبراء: تصاعد الخطاب الشعبوي يؤجج الأزمة بين باريس والجزائر

خبراء: تصاعد الخطاب الشعبوي يؤجج الأزمة بين باريس والجزائر
إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبونالمصدر: (أ ف ب)
15 أبريل 2025، 4:01 م

رأى خبراء فرنسيون أن الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين باريس والجزائر، على خلفية طرد 12 دبلوماسيًا فرنسيًا من الجزائر، تكشف عن تصدّع عميق في علاقات البلدين، وتدل على أن "الروابط التاريخية لم تعد كافية لضمان استقرار دائم في العلاقات الثنائية"، خاصة في ظل تعارض المصالح الإقليمية وتصاعد الخطاب السياسي الشعبوي داخل فرنسا.

وجاء قرار الجزائر، الذي وصفه قصر الإليزيه بـ"غير المتناسب"، بعد أيام من توقيف السلطات الفرنسية 3 جزائريين، من بينهم موظف قنصلي، يُشتبه بتورطهم في قضية اختطاف المعارض الجزائري أمير بوحورص على الأراضي الفرنسية.

وفي حين يسعى الرئيس إيمانويل ماكرون للتهدئة، اختار وزير الداخلية برونو ريتايو التراجع عن الواجهة، بعد اتهامه من قبل الجزائر بالمسؤولية عن "توتير الأجواء".

أخبار ذات علاقة

من زيارة وفد فرنسي رسمي للجزائر في 6 أبريل

من المصافحة إلى الطرد.. العلاقات الجزائرية الفرنسية على شفير "الانفجار"

ويرى جان-نويل فرييه، مدير أبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS) والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن ما يحدث ليس مفاجئًا، بل هو نتيجة "تراكم سنوات من سوء الفهم المتبادل".

وأضاف أن "هناك رغبة جزائرية في فرض استقلالية استراتيجية عن فرنسا، ليس فقط سياسيًا، بل اقتصاديًا وثقافيًا أيضًا، والتوتر الحالي هو تعبير عن هذا التوجه الجديد".

 من جانبه، يرى أبدنور تويمي، المحلل السياسي في مركز دراسات شمال إفريقيا في باريس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن وزير الداخلية برونو ريتايو يستخدم ملف الجزائر ورقةً سياسية داخلية، وأضاف: "ريتايو يعلم أن تشديد موقفه من الجزائر يُرضي شريحة من الناخبين اليمينيين، خاصة في أفق انتخابات 2027"، موضحًا أن "خطابه الحاد تجاه الجزائر يتماشى مع حملة انتخابية مبكرة".

لكن تويمي حذر من كلفة هذا التوجه قائلا إنّ "تسييس العلاقة مع الجزائر يضر بالمصالح الفرنسية، لا سيما في ملفات الهجرة والتعاون الأمني، التي تحتاج إلى شراكة فعلية مع الجزائر لا إلى صدامات كلامية".

 الخلافات الحالية تعكس غياب ثقة بين الطرفين، كما يشرح فرييه، إذ أن "كل خطوة تُفسَّر على أنها عداء أو مناورة"، في ظل تراجع المبادرات الثنائية الفعالة، مثل اتفاقيات التعاون الثقافي أو آليات التشاور السياسي.

أما محاولات ماكرون لتهدئة الأوضاع، فهي بحسب تويمي "تأتي متأخرة"، خاصة أن الجزائر لم تعد تُراهن على شخص الرئيس الفرنسي، بل على موازين قوى جديدة داخل الاتحاد الأوروبي والمتوسّط.

وتبدو الأزمة بين الجزائر وفرنسا أكثر من مجرد توتر عابر، بل هي مؤشر على تحوّل في العلاقات، فلم تعد الشعارات المشتركة عن "الذاكرة والتاريخ" كافية لتجاوز صراعات المصالح الحقيقية.

وبينما يحاول ماكرون لعب دور الوسيط، فإن الداخل الفرنسي يشهد تصاعدًا في الخطاب العدائي نحو الجزائر، ما يجعل من الصعب فصل السياسة الداخلية عن العلاقات الخارجية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC