تبدو أشهر الشتاء المقبلة مرشحة لتكون الأصعب على القوات الأوكرانية بعد استهداف الكثير من منشآت البنية التحتية ومحطات الطاقة.
ويتزامن ذلك مع التقدم الروسي في كافة الجبهات العسكرية سواء داخل الأراضي الأوكرانية، أو بمحاصرة قوات كييف في كورسك.
وإلى جانب هذه التطورات تطرح تساؤلات حول قرب المرحلة الحاسمة لأوكرانيا بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وأكد خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن صعوبة الوضع خلال أيام الشتاء قد تجبر الرئيس الأوكراني على قبول مبادرات السلام المشروطة بالمطالب الروسية.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، الدكتور نزار بوش، قال إن موسم الشتاء قد يشكل تحديات غير مسبوقة للقوات الأوكرانية.
وأشار إلى التقدم الروسي الكبير والسريع في دونباس والشمال الأوكراني، بالإضافة إلى تحرير العديد من البلدات واحدة تلو الأخرى.
وأكد أنه تم تحرير أكثر من 80% من دوناس، الأمر الذي يعتبر أحد أهداف العملية العسكرية الروسية، فضلا عن تطويق القوات الروسية جزئياً للقوات الأوكرانية في أجزاء من كورسك.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو دحر القوات الأوكرانية خلال موسم الشتاء من هذا العام، وتحديدًا داخل مقاطعة كورسك الروسية، وفقاً لما هو مخطط له، بعد تكثيف الضربات الروسية غير المسبوقة على محطات الطاقة والكهرباء خلال الأشهر الماضية.
وأضاف بوش أن هذا الشتاء سيكون صعبا جداً على أوكرانيا بالرغم من وجود تصريحات أوروبية بأنها ستزود أوكرانيا بصواريخ مداها 250 إلى 500 كلم لكي تتمكن أوكرانيا من ضرب العمق الروسي.
وتابع: "إذا تم استهداف العمق الروسي سينتج عن ذلك تدمير واستهداف لرأس النظام في أوكرانيا وتدمير كييف تماماً إضافة إلى ما تبقى من محطات الكهرباء الأوكرانية".
وفيما يتعلق بعضوية أوكرانيا في الناتو، أكد بوش أنه من الصعب جداً أن تقبل دول الناتو مجتمعة انضمام أوكرانيا؛ لأنها إذا انضمت فسيعني ذلك اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وأشار إلى أن العالم ينتظر ما سيقدم عليه ترامب، وكيف ينفذ خطة السلام بالشكل الذي "لا يجرح كبرياء روسيا على حساب أوكرانيا"، بحسب قوله.
من ناحيته، أكد مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، أن القوات الأوكرانية في وضع سيئ للغاية خلال موسم الشتاء، وسيكون هذا الفصل الأصعب على القوات الأوكرانية بعد تراجعها في الكثير من الجبهات، في خضم تدمير القوات الروسية معظم البنية التحتية من منشآت الطاقة الأوكرانية.
وأضاف أن المعركة الحقيقية بين روسيا وحلف الناتو، وأن الهدف من دعم كييف بالسلاح هو استنزاف وإضعاف روسيا بقدر الإمكان، إلا أن من تم استنزافه هو أوكرانيا.
وأوضح أنه بعد تراجع موارد أوكرانيا البشرية أصبحت غير قادرة على المضي في هذه المعركة إلى ما لا نهاية.
وأشار ملحم إلى أن العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا لم تؤثر على الاقتصاد الروسي ومن ثم سوف يقدم الغرب بعض التنازلات لروسيا وسوف يتم ذلك وفقا لمحددات بهدف تجميد الصراع وإيقاف إطلاق النار عند خط الجبهة أو أي اقتراحات أخرى.
وشدد على أن اليد العليا في هذه المعركة هي لروسيا، وأنها تستطيع أن تفرض شروطها على الجميع.