تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدًا غير مسبوق خلال الساعات الأخيرة، بعد أن وظفت مسكو صواريخ فرط صوتية وقاذفات استراتيجية بهدف توجيه رسالة ردع قوية للغرب، وإظهار القدرة على ضرب أهداف حساسة في العمق الأوكراني، وفق ما يقوله خبراء.
وشنت القوات الروسية سلسلة من الهجمات الجوية والصاروخية المكثفة على عدة مناطق أوكرانية، شملت العاصمة كييف وسومي وخيرسون وكريمنشوك.
وأعلنت السلطات الأوكرانية أن روسيا استخدمت أكثر من 1100 قنبلة عنقودية خلال أسبوع واحد، في وقت وصف فيه مسؤولون محليون الهجمات بأنها الأعنف منذ بداية العام.
في المقابل، قالت موسكو إن عملياتها تأتي ردًا على ما وصفته بالاعتداءات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية.
وأشارت إلى أن الهجمات تهدف إلى تقليص القدرات الهجومية لأوكرانيا وحماية الأمن القومي.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات من استمرار التصعيد العسكري وتوسع دائرة المواجهات على جبهات عدة.
ويؤكد خبراء أن التصعيد الأخير في الحرب الأوكرانية، مع التقارير عن استخدام نحو 1100 قنبلة عنقودية خلال أسبوع، يعكس تحولًا كبيرًا في قواعد الاشتباك، حيث كثفت روسيا هجماتها الجوية والصاروخية مستهدفة منشآت استراتيجية ومخازن أسلحة.
وشدد الخبراء على أن توظيف صواريخ فرط صوتية وقاذفات استراتيجية روسية يهدف إلى توجيه رسائل ردع قوية للغرب، وإظهار القدرة على ضرب أهداف حساسة في عمق الأراضي الأوكرانية.
وأضافوا أن موسكو تعد المعركة الحالية صراعًا وجوديًا لضمان أمنها القومي وردع تمدد الناتو، في حين تحاول أوكرانيا مواجهة هذا التصعيد عبر إعادة تموضع قواتها بدعم مباشر من خبراء الناتو.
واعتبروا أن فرص أي مفاوضات قريبة لا تزال محدودة، وأن استمرار العمليات العسكرية سيظل مرجحًا حتى تحقيق أهداف ميدانية حاسمة تفرض توازنًا جديدًا في المنطقة.
وقال ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي السابق، إن الحديث عن استخدام قنابل عنقودية روسية تأتي في سياق "البروباغندا" الأوكرانية، وليست جزءًا من تقييم واقعي لمجريات الحرب.
وأضاف زاسبكين لـ"إرم نيوز"، أن الأمر لا يتعلق بتصعيد بقدر ما هو انعكاس لقدرات الطرفين، ومن الواضح أن الجيش الروسي يمتلك الأفضلية على الأرض ويتقدم على جبهات متعددة.
ولفت إلى أن أبعاد هذا التقدم لا تزال مفتوحة، وإذا لم يُتوصل إلى اتفاق عبر المفاوضات، فإن المعارك ستستمر حتى تحقيق الحسم العسكري.
وتابع الدبلوماسي الروسي: "أنا مقتنع بأن نظام كييف لن يقبل بشروط روسيا، وبالتالي ستستمر الحرب حتى يتحقق النصر الروسي".
وشدد زاسبكين على أن روسيا لا تسعى إلى تدمير أوكرانيا كدولة، بل إلى ضمان أمنها القومي وإزالة التهديدات التي تمس مصالحها الحيوية.
وقال: "لا يمكن لروسيا أن تقف مكتوفة الأيدي أمام تمدد الناتو وتوظيف أوكرانيا كأداة في هذا الصراع، خاصة أن المعركة بالنسبة لموسكو وجودية، ولذلك فإن أي تسوية يجب أن تضمن توازنًا جديدًا في الأمن الإقليمي".
من جانبه، قال د. سعد خلف، الخبير في الشؤون الروسية، إن ليلة الثلاثين من يونيو شهدت تطورات ميدانية غير مسبوقة في الحرب الروسية - الأوكرانية، واصفًا إياها بأنها "ليلة مختلفة من حيث قواعد الاشتباك".
وأشار خلف لـ"إرم نيوز"، إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت مقتل أكثر من 1350 جنديًا أوكرانيًا وإسقاط 144 مسيرة، إلى جانب تدمير عدد كبير من المعدات العسكرية والتقنية.
وأوضح خلف أن الهجوم الروسي بدأ بإطلاق نحو 400 مسيرة من طراز "جيران-2" - وهي طائرات مسيرة إيرانية الصنع (Shahed-136) أعادت موسكو تعديلها تقنيًا بعد أن تسلمتها مفككة، قبل أن تدخل الخدمة بتكنولوجيا روسية.
وأشار إلى أن هذه المسيرات هاجمت منطقة سومي الأوكرانية بشكل مكثف ضمن عملية منسقة، ولم تأتي هذه الهجمات منفردة، بل تزامنت مع قصف صاروخي من أسطول البحر الأسود باستخدام صواريخ "كاليبر"، التي نادرًا ما تُستخدم في هذه الحرب، واستهدف مراكز قيادة ومخازن ذخيرة في منطقة خيرسون.
ولفت الخبير في الشؤون الروسية إلى أن الجيش الأوكراني، رغم معاناته من نقص في العنصر البشري، يتميز بمرونة كبيرة في تغيير مواقع مراكزه القيادية على خطوط الجبهة، وهو ما يُعززه الدعم الفني من خبراء الناتو، ما يسمح بنقل الأسلحة والذخائر بسلاسة.
وأضاف أن روسيا استخدمت أيضًا صواريخ "كينجال" الفرط صوتية، والتي لا تُطلَق إلا في حالات نادرة بسبب تكلفتها العالية، ما يعكس رغبة موسكو في توجيه رسائل عسكرية وسياسية قوية، خصوصًا أن هذه الصواريخ استهدفت منشآت شديدة التحصين، كمستودعات تكرير النفط في منطقة كريمنشوك.
وأكد خلف أن استخدام "كينجال" يحمل رسالة مباشرة إلى الغرب بأنه "لا يوجد أي نظام دفاع جوي قادر على التصدي لها".
وشدد على أن روسيا استعرضت قوتها كذلك باستخدام قاذفات استراتيجية من طراز TU-95 وTU-160، التي أطلقت صواريخها من عمق الأراضي الروسية نحو أهداف في أقصى غرب أوكرانيا، في ما بدا ردًا مباشرًا على الهجمات الأوكرانية المعروفة بعملية "شبكة العنكبوت".
وتابع أن الجانب الروسي يتبنى حاليًا استراتيجية تقوم على الصمت الإعلامي، تاركًا مهمة نقل "الصدمة" للإعلام الأوكراني والغربي، ما يعكس تغيرًا في أدوات الحرب النفسية الروسية.
وأكد د. سعد خلف، أن موسكو تتجه إلى "هجوم وقائي" شامل لتجريد أوكرانيا من أي قدرة هجومية تجاه روسيا.
وشدد على أن أي حديث عن جولة تفاوضية جديدة في إسطنبول، مثل "جولة إسطنبول الثالثة"، لن يتجاوز الطابع الرمزي، ولن يبحث سوى في شروط المذكرة الروسية.