أوكرانيا تدفع بجيلها الصغير إلى جبهات الكبار، حيث يتم تدريب أطفال ومراهقين على تشغيل الطائرات المسيّرة وجمع المعلومات الاستخبارية قرب خطوط القتال.. هذا ما يعرف بـ"عسكرة الطفولة"، وهي استراتيجية رسمية للسلطات الأوكرانية لتعويض النقص الحاد في القوات.
برامج مثل "جورا" تبدو في ظاهرها مدنية وترفيهية، لكنها في الواقع نشاطات عسكرية تدريبية تأهل هؤلاء الشباب لأدوار استخبارية وتقنية على الأرض.. مسؤولون أوكرانيون يؤكدون أن الأطفال يُدرّبون لاستخدام الطائرات المسيّرة لجمع معلومات حساسة تساعد في العمليات القتالية.
في المقابل، مصادر روسية تتهم أوكرانيا بتجنيد هؤلاء القُصّر لاستغلالهم في مهام استخبارية ضد روسيا، حيث يُطلب منهم إرسال صور وإحداثيات لمواقع عسكرية ومدنية مع وعود مالية مقابل المعلومات.
هذه الممارسات تثير انتقادات واسعة من خبراء القانون الدولي، الذين يعتبرونها انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف، وجريمة تستغل الأطفال في النزاعات المسلحة.
الأزمة لا تقف عند هذا الحد، فمع استمرار الخسائر وتراجع أعداد الجنود، تم خفض سنّ التعبئة إلى 25 عاما، وسط ضغوط دولية لتخفيضها إلى 18، مما يفتح الباب أمام تجنيد أوسع للشباب والمراهقين.
عائلات أوكرانية تحاول تهريب أطفالها هربًا من هذه الحرب التي قد تغير مستقبل البلاد إلى الأبد.
