logo
العالم

لماذا رفض زيلينسكي مقترح ترامب للسلام بين أوكرانيا وروسيا؟

لماذا رفض زيلينسكي مقترح ترامب للسلام بين أوكرانيا وروسيا؟
فولوديمير زيلينسكيالمصدر: رويترز
23 أبريل 2025، 5:19 م

رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقترحاً أمريكياً يمثل "إطار سلام" أعدته الولايات المتحدة ضمن وثيقة من ورقة واحدة، لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "المقترحات الأمريكية، التي قُدّمت لأوكرانيا في باريس، الأسبوع الماضي، تتضمن اعتراف واشنطن، رسمياً، بضم شبه جزيرة القرم كأرضٍ روسية، ورفع العقوبات المفروضة على روسيا في نهاية المطاف بموجب اتفاق مستقبلي".

وتقول الصحيفة، "في المقابل، تُنهي روسيا الأعمال العدائية في أوكرانيا في وقت يتمتع فيه الجيش الروسي بزخم ميداني كبير، وتفوق كبير في عدد القوات والتسليح".

وقال زيلينسكي للصحفيين، الثلاثاء، إن "أوكرانيا لن تعترف بشبه جزيرة القرم كجمهورية روسية"، مشيراً إلى أن "ذلك يُعد انتهاكاً لدستور البلاد".

وأضاف أن "مناقشة مسألة القرم والأراضي الأوكرانية الأخرى تساعد روسيا، إذ تسمح لها بمواصلة الحرب، لأنه لن يكون من الممكن الاتفاق على كل شيء بسرعة".

من جهته، قال مستشار لزيلينسكي إن المقترحات الأمريكية تضمنت أفكاراً توافق عليها كييف وأخرى لا توافق عليها، وفق الصحيفة.

وقلّل مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، بحسب الصحيفة، من شأن فكرة فرض واشنطن الأمر الواقع على كييف، إلا أن تزايد إحباط إدارة ترامب العلني من وتيرة المحادثات جعل كييف تخشى من تدهور جديد في علاقاتها مع واشنطن.

وقال المسؤول متحدثاً عن أوكرانيا: "الشيء الوحيد المسموح لهم به، على ما يبدو، هو الاحتفاظ بجيشهم"، بحسب تعبيره.

ويُقرّ المسؤولون الأوروبيون، وحتى الأوكرانيون، سراً، بأنه من غير المرجح أن تستعيد كييف السيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أي وقت قريب.

وفي أحسن الأحوال، يأملون في إبطاء التسرع في إبرام أي اتفاق يسمح لموسكو بالتمسك بالأراضي التي احتلتها، والتخلص من العقوبات، دون تحقيق مكاسب ملموسة لأوكرانيا أولاً.

من جهت، قال مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية إن كييف ترى أن الاقتراح منحاز بشدة نحو روسيا: "يقول الاقتراح بوضوح شديد ما هي المكاسب الملموسة التي تحصل عليها روسيا، لكنه يقول فقط بشكل غامض وعام ما الذي ستحصل عليه أوكرانيا".

في الإطار ذاته، قال مجتبى رحمن، المدير الإداري في مجموعة "أوراسيا"، وهي شركة استشارات في مجال المخاطر السياسية: "هناك مخاوف من أن ترامب يحاول الضغط على الأوكرانيين، ولم يكن حازماً بما يكفي مع روسيا".

وأضاف رحمن: "السؤال الأهم، الآن، هو: ما الذي ستحصل عليه أوكرانيا مقابل تنازلها عن جزء من أراضيها؟".

جاء عرض الولايات المتحدة في باريس، بما في ذلك عرض الاعتراف بشبه جزيرة القرم، بعد زيارة ويتكوف لموسكو لعقد اجتماع استمر ساعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر.

ووصف أحد الأشخاص المطلعين على المقترح بأنه "فكرة ويتكوف" للولايات المتحدة لاعتبار شبه جزيرة القرم روسية "دون إجبار أوكرانيا على الاعتراف بها".

ويأتي كل ذلك فيما شدد المسؤولون الأمريكيون على ضرورة سدِّ الفجوات الواسعة في المفاوضات بين طرفي الصراع.

وكانت النائبة الأوكرانية إيفانا كليمبوش قد صرحت لوكالة "إنترفاكس أوكرانيا"، يوم الثلاثاء، قائلة: "إذا كان ما تتداوله وسائل الإعلام صحيحاً، فهو أمر محزن وخطير".

ورأت أن هذا "يعني أن الولايات المتحدة لا تسعى في الواقع إلى سلام عادل ودائم، بل تريد الترويج لهدنة مؤقتة على حساب تقديم تنازلات للمعتدي، وتقديم ذلك على أنه إنجاز عظيم للولايات المتحدة".

أخبار ذات علاقة

فولوديمير زيلينسكي

في حالة واحدة.. زيلينسكي يبدي استعداده للحوار مع روسيا

وتؤكد "واشنطن بوست" أن "الاعتراف بشبه جزيرة القرم كجمهورية روسية من شأنه أن يوجه ضربة قوية للمعنويات الأوكرانية، ولكن قبضة روسيا على شبه الجزيرة اعترف بها، منذ فترة طويلة، المحللون العسكريون، والقادة السياسيون".

ومنذ أوائل العام 2023، قلّل كبار المحللين العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" من احتمال استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم بالقوة العسكرية في إحاطات سرية مع المشرعين.

ولم يتخلَّ زيلينسكي قط عن هدف استعادة أوكرانيا سيطرتها على شبه جزيرة القرم يوماً ما، لكنه تحدث بصراحة عن محدودية قدرات كييف العسكرية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي يرفض مقترح "القرم مقابل وقف الحرب"

ورأى دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي مطّلع على المناقشات حول المقترحات الأمريكية أن التوقعات بشأن تحقيق تقدم في الجولة المقبلة من المفاوضات لا تزال منخفضة.

وأضاف الدبلوماسي الأوروبي: "يعود للأوكرانيين تحديد ما إذا كانوا يرغبون في مناقشة هذه الشروط".

في ذات الإطار، قال خبراء إن ترك شبه جزيرة القرم، موطن ميناء سيفاستوبول الرئيس على البحر الأسود، في يد موسكو ستكون له تداعيات خطيرة على القارة بأكملها.

وقال ستيفان مايستر من المجلس الألماني للعلاقات الخارجية: "إن شبه جزيرة القرم، على وجه الخصوص، مهمة إستراتيجياً للغاية بالنسبة للأمن الأوروبي، ولا يمكن أن تكون هناك أي مصلحة لأوروبا في أن تخضع شبه جزيرة القرم لأي شكل من أشكال السيطرة الروسية الدائمة، أو الاعتراف بها بموجب القانون الدولي".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC