logo
العالم

"رسالة مسبقة" لترامب.. أوروبا ترفض أي حل لملف أوكرانيا دونها

"رسالة مسبقة" لترامب.. أوروبا ترفض أي حل لملف أوكرانيا دونها
جوزيب بوريلالمصدر: رويترز
15 نوفمبر 2024، 4:43 م

مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبيت الأبيض، لا تزال المخاوف تُلقي بظلالها ليس فقط على أوكرانيا تحسُبًا من تجميد الصراع لصالح روسيا، بل امتدت لأروقة المؤسسات الأوروبية كافة.

وفي خضم هذه المخاوف، دعا مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى رفض إبرام أي اتفاقيات لحل الصراع في أوكرانيا دون إشراك الاتحاد وكييف. 

ومع هذه التحذيرات الأوروبية الأولى من نوعها، لا يزال من غير الواضح كيف سيتعامل ترامب مع الصراع الأوكراني الروسي، بعد تصريحات بوريل.

ويبقى التساؤل: هل الأيام المقبلة تنذر بخلاف الاتحاد الأوروبي مع إدارة ترامب بعد تهديدات بوريل؟

تعقيبا على ذلك، أكد خبراء لـ "إرم نيوز"، أن قرار وقف الحرب في أوكرانيا أو الوصول إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن؛ ليس قرارا شخصيا لترامب، بل هو قرار مؤسسات أمريكية تشكل قوة ضاربة كبيرة في الولايات المتحدة.

وأوضح الخبراء، أن واشنطن دائما ما تبحث عن صراع قابل للإدارة، لكي تحقق أكبر قدر من الفوائد والمنافع، ولذلك عندما يصدر هذا التصريح من الاتحاد الأوروبي، فهذا يعني أن المؤسسات الأوروبية الفاعلة لا تريد إنهاء هذا الصراع؛ لأنها مستفيدة من استمرار الحرب الأوكرانية الروسية.

ويرى د. آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، أن فكرة إنهاء دونالد ترامب الحرب الأوكرانية مجرد "وهم"؛ لأن الدعم الأمريكي للحرب في أوكرانيا يأتي بقرار مؤسسات وليس بقرار شخصي من الرئيس الحالي جو بايدن".

وأردف بالقول: "ولذلك عندما ينتقد ترامب سياسة بايدن في هذا الشأن، فهو يطعن بأهلية المؤسسات الأمريكية التي وافقت على هذا الدعم العسكري".

وأكمل: "كما أن ما يتم الترويج له حول وجود خلاف بين الأوروبيين والإدارة الأمريكية، هو "وهم" آخر".

سبب الضغط الأوروبي على الولايات المتحدة 

وأكد ملحم، في تصريحات لـ«إرم نيوز»، أن هناك مؤسسات عسكرية إعلامية صناعية وتجارية في أوروبا وأمريكا استفادت من الحرب الدائرة في أوكرانيا، وبالتالي فاستمرار الحرب مفيد لتلك المؤسسات".

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين ودونالد ترامب

بعد التسريبات الأمريكية.. ما سر نفي الكرملين التواصل بين ترامب وبوتين؟‎

 

وكما يبدو أن هذه المؤسسات تشكل قوة ضاربة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وتضغط لاستمرارية هذه الحرب، على حد قوله.

وكشف مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، أنه من المتوقع أن يتغير خطاب ترامب بعد توليه السلطة في يناير \ كانون الثاني القادم؛ بسبب اللوبي الضاغط المستفيد من حرب أوكرانيا.

وتابع، أن "أمريكا دائما ما تبحث عن صراع قابل للإدارة، لكي تحقق أكبر قدر من الفوائد والمنافع، ولذلك عندما يصدر هذا التصريح من الاتحاد الأوروبي فهذا يعني أن المؤسسات الأوروبية الفاعلة لا تريد إنهاء هذا الصراع، كونها مستفيدة".

كما أن هناك الكثير من الشركات الأوروبية والأمريكية التي تتهرب من الضرائب والالتزامات القانونية، وبالتالي فهي تبحث عن دول منهارة، لتعزيز مصالحها، وفق قول ملحم.

ولذلك؛ فلا يوجد خلاف حول استمرارية الحرب من عدمها، وبالتالي فإن الخلاف على كيفية إدارة الصراع بين مؤسسات تريد الاستفادة من أوكرانيا، وليس خلافًا على كيفية إنهاء الحرب الأوكرانية، حسب وصفه.

أسباب غربية لعدم وقف الحرب الأوكرانية

وأشار ملحم، إلى أن هناك أطرافا أوروبية وأمريكية غير راضية عن هذا المسار، إلا أن صوتها غير مسموع، لذا من المستبعد إنهاء الصراع في أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين

بوتين وترامب.. سر العلاقة المثيرة لقلق الأوروبيين

 وشدد مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، على أن الخلافات التي تتردد في وسائل الإعلام حول وجود خلاف بين أوروبا وأمريكا لا وجود لها على أرض الواقع.

رسالة أوروبية لواشنطن.. ما فحواها؟

وعلى عكس ذلك، يرى إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، أن هناك خلافا واضحا بين إدارة ترامب القادمة، والاتحاد الأوروبي؛ لأن إدارة ترامب كانت تركز دوما أثناء الحملات الانتخابات الأمريكية خلال 2023، على حل الصراع الأوكراني.

 ولذلك؛ فإن ما قاله ترامب خلال العامين الماضيين، قد يبدأ بتنفيذه خلال الأشهر الأولى من ولايته، ما يعني وجود تباينات واختلافات مع أوروبا، التي تؤكد أن أي اتفاق يجب أن تكون طرفا فيه، بحسب كابان.

 والهدف من الإصرار الأوروبي، إثبات أنه لاعب فاعل في الأزمة الأوكرانية، ولا يمكن لأحد تجاهله مهما كان.

كما أن هذه رسالة تحذير أوروبية لموسكو، بألا تفكر في التواصل مع أمريكا دون أوروبا، وفي الوقت نفسه تعتبر رسالة إلى واشنطن وإدارة ترامب القادمة تحذرها من عقد صفقة مع موسكو بمعزل عن الاتحاد الأوروبي، على حد تعبير كابان.

وأضاف إبراهيم كابان، إن "أوروبا تؤكد أنه إذا كان هناك أي حل مستقبلي بين موسكو وأمريكا، فأوروبا غير معنية به، وقد تتحرك بمعزل عن أمريكا، خاصة وأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ينسق مع الاتحاد الأوروبي أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن.

 كما أن زيلينسكي، يثق في الدور الأوروبي أكثر من الأمريكي في ظل إدارة دونالد ترامب القادمة، بعكس إدارة بايدن التي تتمتع بعلاقات قوية معها.

وخلص كابان، بالقول: "إن زيلينسكي سيحاول الاعتماد على الاتحاد الأوروبي، ومن ثم يمكن الضغط على ترامب، لإجباره على خوض أي حوار مع موسكو من خلال بوابة أوروبا".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC