كشف تقرير لصحيفة "الإندبندنت" أن ولاء أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قد يُختبر قريبًا، حيث يأمل بعض وزراء الحكومة، الذين يواجهون ضغطًا كبيرًا على ميزانيات وزاراتهم قبل مراجعة الإنفاق الحكومي الشهر المقبل، أن تدافع نائبة رئيس الوزراء عنهم من خلال معارضة ما يعتبرونه نسخة ثانية من التقشف.
وفي هذا الإطار، تساءل تقرير الصحيفة عما إذا كانت أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء البريطاني، ستقود تمردًا شعبيًا ضد كير ستارمر على غرار حركة "مومنتوم"، وهي مجموعة ساعدت جيرمي كوربين على الوصول لزعامة حزب العمال عام 2015.
وفي حين لا تُخفي راينر رغبتها هذه، ها هو رئيس الوزراء ستارمر يفقد شعبيته بسرعة بين نواب حزبه العمال.
وبينما انتشر الفرح والتفاؤل بين أعضاء حزب العمال البالغ عددهم 412 نائبًا، في أعقاب الفوز الساحق لحزب العمال في الانتخابات العامة العام الماضي، تحوّل المزاج، بعد 10 أشهر فقط، داخل حزب العمال البرلماني، وأصبح بعض النواب المتحمسين الآن متشائمين.
ورغم أن لدى حزب العمال أغلبية ضئيلة في البرلمان، إلا أن نواب العمال يعتقدون أن صعود حركة "إصلاح المملكة المتحدة" بقيادة نايجل فاراج يعني أنهم من المرجح أن يفقدوا مقاعدهم بعد فترة ولاية واحدة فقط، مدتها خمس سنوات.
وبحسب الصحيفة، أثرت ملفات تخفيضات الرعاية الاجتماعية والهجرة على شعبية رئيس الوزراء ستارمر، بشكل لافت للنظر، في الأيام الأخيرة، ما جعل بعض نواب حزب العمال يتحدون ستارمر علنًا، بشأن قرارين مثيرين للجدل كلفا حزب العمال غاليًا في الأول من مايو؛ وهما اختبار الموارد المالية بشأن بدل وقود الشتاء للمتقاعدين، وتخفيضات بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني في إعانات العجز والمرض.
كما تفاقمت الأزمة عندما اتُهم ستارمر بتقليد "إينوك باول" بتحذيره من أن المملكة المتحدة تخاطر بأن تصبح "جزيرة للغرباء" بعدما كشف عن ورقة بيضاء بشأن الهجرة.
وأضافت الصحيفة أن هذا التحول تجلى عندما أصدرت مجموعة "الجدار الأحمر"، المكونة من 45 عضوًا، والتي تمثل مقاعد في شمال وميدلاندز، بيانًا شديد اللهجة حثت فيه الحكومة على "التحرك الآن قبل فوات الأوان". وحذرت من أن فقدان الجدار الأحمر مُجددًا يعني "مستقبلًا للمعارضة وأزمة وجودية".
وفي السياق، وُجهت رسالة منفصلة، موقعة من أكثر من 100 عضو من أعضاء حزب العمال من المقاعد الخلفية، إلى أعضاء الحزب هذا الأسبوع، تحثهم على تغيير المسار بشأن تخفيضات الرعاية الاجتماعية، وهو ما يكفي نظريًا لهزيمة الحكومة في تصويت الشهر المقبل على الإجراء.
وأشارت الصحيفة إلى أن ظهور عدة فصائل من حزب العمال بشكل مفاجئ، بعد فوز الحزب في الانتخابات العامة، بفترة وجيزة، هو مؤشر بحسب بعض النواب على "فراغ" في القمة وغياب لخطاب حكومي متماسك.
ومن الأمور التي تُنذر بالسوء لستارمر وحلفائه، أن مجموعات المقاعد الخلفية تتحدث عن التعاون.
لكن الصحيفة تستدرك أنه في حين لا تُخفي راينر رغبتها في خلافة ستارمر يومًا ما، لكن هذا لا يعني أنها تُخطط ضده الآن؛ حيث يقول نواب إنها لا تملك فصيلًا مُنظمًا بينهم.
وعلى الرغم من أن راينر وستارمر وجهان لعملة واحدة، وفي حين لن يكونا رفيقي روح أبدًا، لكن علاقتهما تحسنت منذ الحضيض الذي وصلت إليه في تعديل ستارمر الوزاري في حكومة الظل عام 2021، عندما حاول تخفيض رتبتها، وانتهى به الأمر بمنحها المزيد من الألقاب. وتبين لاحقًا أن راينر كانت مستعدة للانقلاب على ستارمر.
ولفتت الصحيفة إلى أن ولاء راينر لستارمر قد يُختبر قريبًا، حيث يأمل بعض وزراء الحكومة، الذين يواجهون ضغطًا كبيرًا على ميزانيات وزاراتهم قبل مراجعة الإنفاق الحكومي الشهر المقبل، أن تدافع نائبة رئيس الوزراء عنهم وعن وزارة الإسكان التابعة لها من خلال معارضة ما يعتبرونه نسخة ثانية من التقشف.
وخلُصت الصحيفة إلى أنه كلما ثرثر نواب حزب العمال عن خلافة ستارمر، توقعوا عادةً معركة بين راينر ووزير الصحة ويس ستريتنج، بعد أن هبطت أسهم ريفز بفعل أخطائها كوزيرة للمالية.