أثارت حركة 28 طائرة أمريكية مخصصة للتزود بالوقود، انطلقت بشكل متزامن من الولايات المتحدة باتجاه الشرق الأوسط، جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية، وسط تكهنات بشأن الأهداف الحقيقية لهذه التحركات، بين دعم عسكري لإسرائيل أو استعداد أمريكي فعلي للدخول في مواجهة مباشرة مع إيران.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، تساءل مراقبون عما إذا كانت هذه التحركات تأتي في إطار دعم لوجستي محدود لإسرائيل، أم أنها مقدمة لتدخل أمريكي مباشر في الحرب الدائرة، خاصة بعد تهديدات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة لطهران، والأنباء المتداولة عن انهيارات في منشآت نووية إيرانية تحت الأرض نتيجة استهدافها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
ووفقًا لصحيفة "هآرتس" العبرية، فإن هيئة البث الإسرائيلية أشارت إلى أن مدونين ومواقع تتبع حركة الطيران قد رصدوا إقلاع 28 طائرة للتزود بالوقود من الولايات المتحدة في آن واحد، متجهة شرقًا، وهو ما اعتُبر "عددًا غير معتاد" لطائرات من هذا النوع.
ورغم أن مصادر عسكرية ألمحت إلى احتمال ارتباط هذه الحركة بمناورات عسكرية مرتقبة في فنلندا، يشارك فيها الجيش الأمريكي، إلا أن مسار الرحلة يشير بوضوح نحو الشرق الأوسط، وليس نحو شمال أوروبا، ما زاد من الشكوك حول وجود عملية عسكرية أكبر قيد التحضير.
كما انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الطائرات ستُستخدم في تزويد القاذفات الاستراتيجية الأمريكية بالوقود، في حال قررت واشنطن شن ضربات ضد أهداف إيرانية، خصوصًا في ظل التصعيد المتزايد بين تل أبيب وطهران.
في المقابل، لا تزال الإدارة الأمريكية تؤكد رسميًا أنها لن تنخرط عسكريًا في الحرب بين إسرائيل وإيران، إلا أن الرئيس ترامب شدد في تصريحاته الأخيرة على أن بلاده "سترد بقوة ساحقة إذا ما تم استهداف المصالح أو القوات الأمريكية".
من جهة أخرى، نقلت تقارير استخباراتية عن مصادر عسكرية صينية، اتهامات بتقديم دعم غير مباشر لإيران، من خلال تحركات طائرات استراتيجية كانت تغلق أجهزة الإرسال الخاصة بها لدى اقترابها من الحدود الإيرانية، في خطوة اعتبرها مراقبون إشارة إلى مساعدة تقنية أو لوجستية لطهران.
في ظل هذه المؤشرات المتسارعة، يبقى السؤال المطروح: هل أصبحت الولايات المتحدة على بعد خطوة من الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة في الشرق الأوسط؟