logo
العالم

بحربه المباغتة.. هل أفشل نتنياهو مخططات ترامب "النووية"؟

بحربه المباغتة.. هل أفشل نتنياهو مخططات ترامب "النووية"؟
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز
16 يونيو 2025، 7:55 ص

أكد خبراء مختصون في العلاقات الدولية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيمثل عقبة أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حال عودة المفاوضات الإيرانية الأمريكية، والتي ستكون مرهونة بإيقاف المواجهة بين إيران وإسرائيل.

وقالوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن أكبر خسارة وضربة سياسية سيتعرض لها ترامب ستكون في حال عدم عودة المفاوضات، على الأقل إلى النقطة التي كان تم الوصول إليها في آخر جولة، ولا سيما أن إيران ستستغل ذلك كفرصة للتمسك بطلباتها.

أخبار ذات علاقة

هجوم إيراني على تل أبيب

إيران تكشف شرطها لبدء مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل

جاء ذلك بعد أن أُلغيت الجولة السادسة من المحادثات بشأن الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، التي كانت مقررة الأحد الماضي في العاصمة العُمانية مسقط.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق، أنه لا معنى لإجراء محادثات حول ملفها النووي مع الولايات المتحدة، بينما تتعرض أراضيها لهجمات إسرائيلية، حيث أورد المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي في بيان، أن من الواضح أنه في مثل هذه الظروف، وإلى أن يتوقف عدوان النظام الإسرائيلي على إيران، ستكون المشاركة في حوار مع طرف هو أكبر داعم وشريك للمعتدي بلا معنى.

ويقول الخبير في العلاقات الدولية أحمد العلوي، إن ما تعرضت له إيران لا يجعلها تستكمل المفاوضات إلا بشروط تتعلق في البداية بوقف الضربات الإسرائيلية نهائيًّا، مشيرًا إلى أن طهران ستتعامل مع المفاوضات النووية عكس ما تتصوره الآن الولايات المتحدة، بفرض شروط عليها؛ لأن الضربة التي أصبحت حربًا قد تمت وأضرت بإيران بما كانت تخشاه من خسائر كبيرة.

وأضاف العلوي لـ"إرم نيوز"، أن إيران لم تقف متفرجة أمام هذه الضربات إلا في اليوم الأول، ولكنها حاولت بالتدريج استعادة توازنها بقدر المستطاع بعد أن فقدته بمقتل قياداتها العسكريين وحدوث فراغ في مركز القيادة، ولكنها في الوقت نفسه قادت ضربات في عمق إسرائيل، ليس من جانب أذرعها، ولكن من داخلها، ووصلت صواريخها إلى عمق تل أبيب، وهو مشهد كفيل بغلق باب المفاوضات مع الولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل في العملية العسكرية تجاه طهران.

ويعتقد العلوي أن العودة إلى المفاوضات النووية متعلقة بكيفية وشكل إنهاء هذه الضربات، التي لم يكن في الحسبان الأمريكي أن تتحول إلى حرب، لأن الوضع بذلك خرج عن السيطرة، وفي حال استمرار إيران في تلقي الضربات والقيام بالرد وإحداث تأثيرات بالداخل الإسرائيلي، سيكون تعامل طهران مع واشنطن هذه المرة ليس بضغوط أمريكا القصوى، لأن إدارة ترامب في هذه الحالة تكون قامت بتجربة جميع أنواع وأشكال الضغوط على إيران، ولم يبقَ في هذا المستوى أداة أخرى.

واستكمل الخبير في العلاقات الدولية، أن أكبر خسارة وضربة سياسية يتعرض لها ترامب ستكون في حال عدم عودة المفاوضات، على الأقل إلى النقطة التي كان تم الوصول إليها في آخر جولة، ولا سيما أن إيران ستستغل ذلك كفرصة للتمسك بطلباتها التي لم تفلح الضربات في جعلها تتراجع عنها، وهو ما سيعرض ترامب في الداخل لهجوم سياسي كبير، لأنه بالسماح بهذه الضربات، حتى لو لم تكن أمريكا مشتركة فيها بشكل مباشر، سيظهر أن نتنياهو جعل الرئيس الجمهوري أداة في يديه.

من جانبه، يرى المختص في الشأن الإيراني أصلان الحوري، أن تأجيل الجولة السادسة أمر طبيعي ومؤقت، إذ إنه لن يكون هناك أي سياق سياسي أو شكل لدولة تجري مباحثات ومفاوضات – في إشارة إلى إيران – وتتعرض في الوقت ذاته إلى ضربات عسكرية من الطرف الذي يدعم قصفها، أي الولايات المتحدة.

ويؤكد الحوري لـ"إرم نيوز"، أن قبول طهران العودة إلى المفاوضات سيكون طوق نجاة، بشكل يحمل تغييرًا في منهج التفاوض شكلًا ومضمونًا من جانبها، خاصة أن مساندة الرئيس الأمريكي لإسرائيل في هذه الضربات لها أهدافها، التي لن يقبل سوى بتحقيقها، وهي الخروج في أقرب وقت باتفاق نووي لا يقبل أي مماطلة أو تلاعب من إيران، أو التمسك بطلبات بعيدة عن الخطوط العريضة التي وضعها فيما يتعلق بنسب تخصيب اليورانيوم، ووجود المراقبين الأمريكيين في الداخل الإيراني للتفتيش في المواقع، منفصلين عن أي تواجد أو عمل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وبيّن الحوري أن إيران تتحدث بشكل طبيعي في الساعات الماضية عن أنه لا مكان أو مجال للمفاوضات، لأنها حتى الآن لم تدرك حجم الخسائر، وفي  الوقت ذاته، فإن هناك أهمية لمظهر دولة خرجت منها تصريحات بالقدرة على مواجهة إسرائيل وأمريكا، وفي النهاية تتعرض لهذه الضربات. لذلك، فإن عودة طهران لطاولة المفاوضات منتظرة، ولكن الموعد سيكون متعلقًا بأمرين: مدى التواصل الأمريكي وشكل التفاوض مع وقف الضربات الإسرائيلية، وقبل ذلك، تقييم الداخل لمدى القدرة على استقبال الضربات وتوجيه الرد على إسرائيل.

الوفد الإيراني في المفاوضات النووية

واستكمل المختص في الشأن الإيراني أن القيادة في إيران ستجد ضرورة في استكمال المفاوضات وتقديم جانب من التنازلات بشأن النقاط العالقة، ولكن التحدي الأكبر أن من الصعب أن يكون هناك طرف يتعرض لضربات ويجلس على طاولة التفاوض؛ ما سيجعل هناك صعوبة تواجه ترامب في أن يوقِف إسرائيل مؤقتًا عن توجيه القصف.

وختم الحوري بالقول، إن هناك أزمة تهدد العودة إلى التفاوض، تتمثل في بنيامين نتنياهو، الذي لن يقبل أن يصل إلى هذه المرحلة ويدخل في هذه المواجهة، بعد أن بذل جهدًا كبيرًا بمباركة ترامب، وأن تكون العودة إلى الوراء دون تحقيق أهدافه، على الأقل بتدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني والقدرات العسكرية لطهران.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC