"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
العالم

مخاوف من تحول صواريخ كوريا الشمالية لسلاح روسي "فتاك" ضد أوكرانيا

مخاوف من تحول صواريخ كوريا الشمالية لسلاح روسي "فتاك" ضد أوكرانيا
صاروخ KN-23 الكوري الشماليالمصدر: أرشيفية
07 فبراير 2025، 5:13 ص

حذّر محللون دفاعيون من تحول الصواريخ الباليستية لدى كوريا الشمالية إلى سلاح فتاك بحوزة روسيا في حربها ضد أوكرانيا، مع تحسن دقة تلك الصواريخ بشكل كبير، وفقاً لصحيفة "ذا آي بيبر" البريطانية.

وقالت الصحيفة إن الزيادة في الدقة جعلت من هذه الصواريخ تحديًا هائلاً للدفاعات الجوية الأوكرانية، مما أثار مخاوف من أن بيونغ يانغ تستخدم ساحة المعركة لصقل تكنولوجيا الأسلحة التي قد تكون لها آثار أوسع على الأمن العالمي.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ضرب أكثر من 20 صاروخًا باليستيًا من طراز KN-23 الكوري أوكرانيا. وهذه الصواريخ، القادرة على ضرب أهداف على بعد 500 ميل، طغت على أنظمة الدفاع الجوي المستنفدة بالفعل في أوكرانيا، وفقاً لرويترز.

وقال ألكسندر لورد، المحلل الدفاعي في شركة الاستشارات الجيوسياسية (Sibylline) للصحيفة: "إن KN-23 هو صاروخ باليستي يستخدمه الروس أكثر من غيره. علنًا، لا يعترفون باستخدامهم لهذه الأنظمة، ولكنْ، هناك إجماع متزايد على أن هذه الأسلحة قد تم تحسينها".

وأضاف: "من المرجح أن تكون التحسينات من حيث التوجيه الملاحي، والأهم من ذلك، الدقة. أوكرانيا ليس لديها ما يمكّنها من إسقاطها، أو على الأقل، فإن الضربات تطغى على دفاعاتها الجوية، مما يسمح للصواريخ الأخرى باختراق الأهداف الأوكرانية".

وتعززت العلاقات العسكرية المتعمقة بين موسكو وبيونغ يانغ في السنوات الأخيرة، ومع عزلة البلدين، أعادا إحياء تحالفاتهما القديمة من عصر الحرب الباردة.

وحذّرت دوروثي كاميل شيا، نائبة السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، من أن بيونغ يانغ تكتسب "خبرة قتالية قيّمة" من الحرب في أوكرانيا.

وكانت "رويترز" قد ذكرت أن دقة صواريخ كوريا الشمالية تحسنت بشكل كبير من انحراف يقدر بنحو 1-3 كيلومترات إلى 50-100 متر فقط، مما أثار مخاوف من أن روسيا تشارك في التكنولوجيا العسكرية الرئيسية.

وأشار لورد إلى أن الخبرة الروسية ربما لعبت دورًا في رفع الكفاءة. وقال: تشبه التكنولوجيا صاروخ إسكندر الروسي، وهناك احتمال قوي بأن موسكو تشارك المعرفة الفنية. وفي حين من غير المرجح أن يمتد هذا إلى الأسلحة النووية، فإن تبادل تكنولوجيا الصواريخ التقليدية يبدو محتملًا للغاية.

وتابع: "تتمتع كوريا الشمالية بوضع فريد لاختبار أسلحتها في سيناريوهات قتالية حقيقية، وجمع البيانات الحاسمة التي يمكن إعادتها إلى بيونغ يانغ لتحسين ترسانتها. ويخدم مصالحهم وزيادة قدراتهم الصاروخية، مما يعزز موقف (زعيم كوريا الشمالية) كيم جونغ أون ضد كوريا الجنوبية واليابان".

وبعيداً عن الصواريخ، تشير التقارير إلى أن بيونغ يانغ قدمت أيضاً القوة البشرية. وتقول أجهزة الاستخبارات في كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية نشرت ما لا يقل عن 12 ألف جندي في منطقة كورسك الروسية، وهي المنطقة التي تتنازع عليها روسيا وأوكرانيا منذ هجوم كييف المفاجئ عبر الحدود في أغسطس/ آب الماضي.

لكن جهاز الاستخبارات الوطني في كوريا الجنوبية قال لوكالة "فرانس برس" إن الوحدات الكورية الشمالية أوقفت العمليات القتالية في منطقة كورسك الروسية "منذ منتصف يناير".

ويحذر المحللون من أن هذا قد يكون توقفًا تكتيكيًا وليس انسحابًا كاملاً، حيث تعيد القوات الكورية الشمالية عديمة الخبرة تجميع صفوفها، وربما تستعد للهجوم المضاد الذي طال انتظاره على كورسك.

أخبار ذات علاقة

جنود في جيش كوريا الشمالية

تدريب عال والتزام "شرس".. قوات كوريا الشمالية "تصدم" الأوكرانيين

وقال لورد: "لقد تكبدت القوات الكورية الشمالية خسائر فادحة للغاية. لقد شاركوا في هجمات مشاة كبيرة، مما يعرضهم لهجمات الطائرات دون طيار الأوكرانية ونيران المدفعية الدقيقة. ومع أن هذه التكتيكات حققت بعض النجاحات في ساحة المعركة، فإنها أسفرت أيضًا عن خسائر لا يمكن تحملها".

من جهته، قال ماثيو فورد، المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة "ساسكس"، إن "التحديات العملياتية تنبع من مدى تكامل القيادة والسيطرة الروسية مع قوات كوريا الشمالية. قد يكون الأمر أنهم يفتقرون إلى التنسيق، ويمرون عبر حاجز اللغة وقد يفتقرون إلى مستوى التكامل الذي تتمتع به القوات الأوكرانية". 

وأضاف: "بالمقارنة، فإن القوات الأوكرانية في كورسك هي وحدات متمرسة، وتقاتل منذ ما يقرب من 3 سنوات. ومع افتقار القوات الكورية الشمالية إلى الخبرة في الحرب الحديثة، وفي الهجوم لاستعادة كورسك، فمن الواضح أنها في وضع غير مواتٍ".

وذكر لورد أن أوكرانيا تظل ملتزمة بالتمسك بكورسك كورقة مساومة في المفاوضات المستقبلية. 

وقال: "بالنسبة لروسيا، فإن كورسك أقل أولوية مقارنة بدونيتسك، حيث تركز موسكو جهودها الهجومية الرئيسية. إذا أعادت كوريا الشمالية إرسال قواتها، فقد نشهد هجومًا جديدًا طاحنًا في المنطقة. لكن التكاليف بالنسبة لبيونغ يانغ ستكون باهظة".

وختمت الصحيفة بقالول إنه "مع استمرار الحرب، وضرب صواريخ كوريا الشمالية أعمق في أوكرانيا، فإن بيونغ يانغ لا تساعد موسكو فحسب، بل تستخدم الحرب أيضًا كأرض اختبار لصراعاتها المستقبلية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC