قالت مصادر أوكرانية إن القوات الكورية الشمالية التي تقاتل لصالح روسيا مدربة تدريبًا عاليًا ولن تتوقف عن فعل أي شيء لتجنب الاستسلام، وفق تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وبحسب التقرير، علمت الصحيفة أن الجنود الكوريين الشماليين الذين يقاتلون إلى جانب الروس أظهروا التزامًا شرسًا ووحشية، إلى حد تفضيلهم قتل أنفسهم بدلاً من مواجهة الأسر.
وكشف مصدر عسكري أوكراني مطّلع على هذه القوات عن تفاصيل وحشية بشأن مدى استعدادهم غير العادي لمنع القبض عليهم.
ومنذ ظهور أنباء وجودهم في روسيا في أكتوبر/تشرين الأول، تم القبض على جنديين كوريين شماليين فقط على قيد الحياة، وسط مزاعم أوكرانية بتكبيدهم خسائر فادحة.
وكان أحد هؤلاء الجنديين مصممًا على عدم احتجازه كأسير حرب لدرجة أنه حاول عض معصميه بعد إصابته في منطقة كورسك، وفقًا لمصدر عسكري كبير في سومي، شمال أوكرانيا، تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته.
وزعم المصدر أن الجندي الآخر اندفع نحو عمود اتصالات خرساني عندما رأى أنه في خطر الوقوع في الأسر، مضيفا: "لم يدرك، في البداية، أن الجنود الأوكرانيين كانوا يقتربون منه. وعندما أدرك أنه وقع في قبضة الأوكرانيين، اندفع نحو عمود خرساني وضرب رأسه فيه بكل قوته على أمل أن يقتل نفسه".
وتم تحديد هوية الجندي باسم لي جونغ نام، وهو رقيب يبلغ من العمر 25 عامًا من بيونغ يانغ، قيل في البداية إنه أصيب في الفك أثناء القتال"، وفقا للصحيفة.
وأخبر المحققين أنه كان جزءًا من فصيل استطلاع. كما قال، وفقًا لما أكدته مصادر متعددة، إنه كان واحدًا من عدد قليل جدًّا من الناجين من هجوم وقع في 8 يناير/كانون الثاني.
وتابع المصدر: "عندما تم نقل هذا الرجل إلى كييف وقام أحد أفراد القوات الخاصة بتفتيشه، وجدوا شفرة صغيرة مخيطة في سرواله. كان يأمل في استخدامها لقتل نفسه بمجرد تركه بمفرده".
وأضاف: "شاهدنا مقاطع فيديو التقطتها طائراتنا بدون طيار لهؤلاء الجنود الكوريين الشماليين وهم يقتلون أنفسهم بدلاً من مواجهة القبض عليهم. يفعلون ذلك باستخدام قنابل يدوية أو بإطلاق النار على أنفسهم، لا نعرف لماذا يفعلون ذلك، لكننا لم نأخذ أبدًا كوريًّا شماليًّا حيًّا لم يحاول قتل نفسه".
وقالت الصحيفة إن هذه الادعاءات تأتي من مصدر موثوق ومستقل في الجيش الأوكراني لا يلعب أي دور في جهود الدعاية الأوكرانية، ولم تكن مقابلته جزءًا من زيارة إعلامية مرتبة مسبقًا.
ويختلف عدد الكوريين الشماليين الذين لقوا حتفهم وفقًا لمن يقدم الإحاطة. فقد ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن العدد يصل إلى 3000، بينما يزعم المسؤولون الغربيون أن حوالي 1000 جندي كوري شمالي قُتلوا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأرقام المتعلقة بخسائر الكوريين الشماليين غير دقيقة في أفضل الأحوال، وتشكل جزءًا من محاولة لرسم رواية الحرب من قبل الأطراف المتحاربة وحلفائها.
ومع ذلك، فإن المهارة القاسية التي يعمل بها الجنود الكوريون الشماليون واضحة، وفق الصحيفة، وذكر المصدر أن الجنود الأوكرانيين أصيبوا بالذهول من ضراوة القتال الذي أطلقته قوات كوريا الشمالية.
وأضاف: "إنهم أفضل الجنود الذين أرسلهم الروس ضدنا، إنهم مدفوعون جيدًا ومدربون تدريبًا عاليًا ووحشيون".
وأوضح أن القوات الكورية الشمالية تُستخدم كقوات صدمة لاختراق الخطوط الدفاعية في المناطق التي تحتلها أوكرانيا من مقاطعة كورسك، وهي منطقة روسية.
وقال المصدر العسكري، إن أوكرانيا تعتقد أن كوريا الشمالية أرسلت حوالي 3000 من قواتها الخاصة، بالإضافة إلى جنود نظاميين، جميعهم مدربون تدريبًا عاليًا، ولكنهم يفتقرون إلى الخبرة الميدانية، وغالبًا ما تكون تكتيكاتهم ضعيفة، مما يجعلهم عرضة للهجمات الأوكرانية، خاصة عند تقدمهم عبر الأراضي المفتوحة.
وأشار المصدر إلى أن كل سرية كورية شمالية تضم 7 جنود روس يتولون إعطاء التعليمات لحلفائهم، وتشمل الهجمات الكورية الشمالية عادة ما بين 600 و700 جندي في كل مرة، مع وجود عدد قليل جدًّا من القوات الروسية بينهم.
