قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الجنود الكوريين الشماليين ينفذون "حربهم الخاصة" ضد أوكرانيا، رغم قتالهم إلى جانب القوات الروسية، وإنهم يقاتلون بتكتيكات غير مألوفة، ولا خيار أمامهم للتراجع.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية وصفت الجنود الكوريين الشماليين بأنهم "عدو من نوع مختلف".
وقال جنود أوكرانيون ومسؤولون أمريكيون إن الكوريين الشماليين، الذين أُرسلوا إلى روسيا للانضمام إلى القوات الروسية في كورسك، يعملون بشكل أساس كقوة مقاتلة منفصلة؛ متميزة في اللغة، والتدريب، والثقافة العسكرية.
وفي حين أن الكوريين الشماليين هم -إلى حد كبير- قوات عمليات خاصة مدربة على القيام بمهام الضربة الجراحية، لكن الروس استخدموهم بشكل أساس كجنود مشاة.
وبحسب الصحيفة، في الخريف الماضي، أرسلت كوريا الشمالية نحو 11 ألف جندي لمساعدة القوات الروسية في منطقة كورسك جنوبي روسيا، حيث استولى الأوكرانيون على الأراضي بغزو مفاجئ الصيف الماضي.
وقال مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون إنه منذ أول اشتباك قتالي لهم، في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، قُتل أو جرح ما يقرب من ثلث الجنود الكوريين الشماليين.
وأضافت الصحيفة أنه تم تخصيص مناطق خاصة لهجوم الجنود الكوريين الشماليين الذين يقاتلون من أجل موسكو في منطقة كورسك.
وعلى عكس نظرائهم الروس، فإنهم يتقدمون دون أي مركبات مدرعة تقريبًا، وعندما يهاجمون، فإنهم لا يتوقفون لإعادة تجميع صفوفهم أو التراجع، كما يفعل الروس، غالبًا، عندما يبدأون بتكبد خسائر فادحة، كما يقول الجنود الأوكرانيون والمسؤولون الأمريكيون.
وبدلًا من ذلك، فإن الكوريين الشماليين يتحركون تحت نيران كثيفة عبر الحقول المليئة بالألغام، ويرسلون موجة من 40 جنديًا أو أكثر، وفق الصحيفة.
وإذا استولوا على موقع ما، فإنهم لا يحاولون تأمينه؛ بل يتركون ذلك للتعزيزات الروسية، في حين يتراجعون ويستعدون لهجوم آخر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنود الكوريين الشماليين طوروا أيضًا تكتيكات وعادات فريدة، فعلى سبيل المثال عند مكافحة طائرة دون طيار، يرسل الكوريون الشماليون جنديًا واحدًا كإغراء حتى يتمكن الآخرون من إسقاطها.
وإذا أصيبوا بجراح خطيرة، فقد صدرت لهم تعليمات بتفجير قنبلة يدوية لتجنب القبض عليهم أحياء، ووضعها تحت الرقبة بيد واحدة على الدبوس مع اقتراب الجنود الأوكرانيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الكوري الشمالي، بقوام يبلغ 1.2 مليون جندي، يُصنف بين أكبر الجيوش الدائمة في العالم، وكان دخوله الحرب الروسية الأوكرانية بمثابة تصعيد عميق في حرب تقترب، الآن، من عامها الرابع.
وحتى قبل أن ترسل قوات إلى روسيا، كانت كوريا الشمالية داعمًا رئيساً للمجهود الحربي الروسي، وفق الصحيفة.
وقالت إن كوريا الشمالية أرسلت إلى موسكو ملايين القذائف المدفعية، التي تمثل الآن حوالي نصف الذخائر الروسية التي يتم إطلاقها يوميًا، وأكثر من 100 صاروخ باليستي قصير المدى، وفقًا لمسؤولي المخابرات الغربية والأوكرانية.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه في حين لم يتسنَ التحقق بشكل مستقل من المزاعم الأوكرانية بشأن محاولات إخفاء مشاركة كوريا الشمالية، ينفي الكرملين نشر جنود كوريين شماليين في ساحة المعركة، ويتخذ خطوات لإخفاء تورطهم.
ورغم أن الجنود الكوريين الشماليين يوفرون قوة بشرية إضافية، إلا أن الروس يكافحون من أجل دمجهم في ساحة المعركة، وفق الصحيفة الأمريكية.
وقال مسؤولون أمريكيون وجنود أوكرانيون إن الصعوبات تراوحت بين مشكلات بسيطة، مثل العثور على زي موحد صغير بما يكفي ليناسب جنود كوريا الشمالية، إلى مشكلات الاتصال التي أدت مرتين على الأقل إلى اشتباك القوات الكورية الشمالية والروسية بشكل مباشر بسبب خطأ في الهوية.
وقال جنود أوكرانيون إن الروس يتخذون خطوات لمعالجة هذه القضايا، لكنهم لم يشكلوا بعد قوة قتالية أكثر تماسكًا.
