أكد خبراء أن أسر أوكرانيا جنديين من كوريا الشمالية في الصراع الدائر بين كييف وموسكو من المرجح أن تكون له تداعيات على الجبهة، مشيرين إلى أنه غير قانوني كونه جرى أسرهما على أراضٍ روسية.
وفي وقت سابق، كشف جهاز الأمن الأوكراني أن الجنديين الكوريين الشماليين نُقلا إلى كييف للاستجواب، ولكونهما لا يستطيعان التحدث باللغة الأوكرانية أو الروسية أو الإنقليزية، فقد تم استجوابهما باللغة الكورية بمساعدة وكالة المخابرات الكورية الجنوبية.
وفي السياق، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن جنود كوريا الشمالية الذين يُقاتلون في صفوف روسيا داخل مقاطعة كورسك يواجهون الموت بأعداد كبيرة على الخطوط الأمامية، ويعتمدون أساليب قتالية بدائية وقاسية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أن نحو 4 آلاف جندي كوري شمالي قُتلوا أو أصيبوا خلال الأسابيع الماضية، بينما قدّرت مصادر أمريكية مقتل أكثر من 1000 جندي كوري شمالي في الأسبوع الأخير من ديسمبر وحده.
وأكد المراقبون للحرب الروسية الأوكرانية أن هذه الخطوة من جانب أوكرانيا قد يقابلها رد عنيف من روسيا وكوريا الشمالية معا بمقتضى اتفاقية التعاون الشاملة بين البلدين الموقعة في منتصف العام الماضي.
وقال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، إن أسر جنود من كوريا الشمالية في روسيا خلال الحرب ووقوعهم في يد الجيش الأوكراني حدث تحاول أوكرانيا تضخيمه كنوع من الحرب النفسية، وتحريض كوريا الجنوبية على كوريا الشمالية وإثارة الرأي العام العالمي ضد روسيا.
وأضاف ملحم لـ«إرم نيوز»: "يجب الإشارة إلى نقطة مهمة من وجهة نظر القانون الدولي، وهي أن الجنود من كوريا الشمالية كانوا موجودين على أرض روسية، واستقدام أي جندي من أي دولة في العالم للعمل في روسيا هو حق سيادي يكفله القانون الدولي، ولم يتم أسرهم على أرض أوكرانية".
وتابع: "بالتالي لا يمكن تحميل روسيا أي عواقب قانونية على الإطلاق، بل العكس يمكن تحميل أوكرانيا عواقب قانونية عن ماذا يفعل جنودها داخل الأراضي الروسية؟.
وأكد أن أوكرانيا استخدمت أعدادا كبيرة من المرتزقة ومن كل الدول الأوروبية من بولندا وإسبانيا وكرواتيا وغيرها، لافتا إلى أن روسيا لم تتمكن من إدانة تلك الدول لأنهم كانوا موجودين على الأرض الأوكرانية.
وأشار المحلل السياسي إلى أن زيلينسكي عرض على الرئيس الكوري الشمالي إمكانية تبادل هؤلاء الأسرى مع جنود أوكرانيين في روسيا، وسيتم حل الأزمة بهذه الطريقة.
وخلص ملحم إلى أنه رغم محاولات زيلينسكي تسويق هذا الأمر والتحريض دوليا ضد روسيا فلن ينجح في ذلك؛ لأن الواقع يؤكد أن أوكرانيا خسرت هذه الحرب وتتراجع في كل نواحي جبهات القتال، بحسب تعبيره.
ومن ناحيته، قال رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن خطوة أسر جنديين من كوريا الشمالية قد تهدد الأمن الأوكراني؛ بسبب احتمال التعاون الروسي الكوري الشمالي في تحرير الأسرى بمقتضى اتفاقية التعاون الشاملة بينهما التي وقعت في منتصف العام الماضي.
وأكد في تصريحات لـ«إرم نيوز» أنه على الأرجح وقع هؤلاء الجنود في قبضة الأسر في معارك بمقاطعة كورسك الروسية الحدودية وهي أرض روسية معترف بها دوليا، وفي هذه الحالة لا يتعارض وجود قوات من كوريا الشمالية في كورسك مع القانون الدولي.
وتابع أن "وجود جنود كوريا الشمالية على الأراضي الروسية يأتي ضمن إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين الطرفين الروسي والكوري، التي تم التصديق عليها العام الماضي. وتنص على الدفاع المشترك وبالتالي فإن الوجود الأوكراني في كورسك يؤدي إلى تفعيل المادة الرابعة من تلك الاتفاقية".
