كشف تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية عن تصنيع أوكرانيا في ورشة عمل سرية مسيّرات ألياف ضوئية، مطوّرة من طائرات كاميكازي، وقادرة على اختراق مساحات كانت تُعتبر آمنة.
وفي الورشة الواقعة شمال شرق أوكرانيا، يُجمّع نحو 20 شخصاً مئات الطائرات من دون طيار لإعادة تطويرها، لتصبح "انتحارية سلكية".
وقال الكابتن يوري فيدورينكو، قائد وحدة الطائرات المسيرة المتخصصة، فوج أخيل، إن طائرات الألياف الضوئية المسيرة كانت بمثابة استجابة تجريبية للتشويش في ساحة المعركة، وقد انطلقت بسرعة كبيرة أواخر العام الماضي.
وأضاف أنه "من دون اتصال لاسلكي، لا يمكن التشويش عليها، ويصعب اكتشافها، وهي قادرة على الطيران بطرق لا تستطيعها طائرات FPV التقليدية".
وإذا كان الطيارون ذوي خبرة، فيمكنهم التحكم بتحليق هذه الطائرات المسيرة على ارتفاع منخفض جداً بين الأشجار في الغابة، أما عند التحليق بطائرة مسيرة عادية، فإن الأشجار تحجب الإشارة ما لم يكن هناك جهاز إعادة إرسال قريب.
وفي الأماكن التي كانت تُعتبر طرق الإمداد الأكثر أماناً، كونها محاطة بالأشجار، تمكنت طائرات الألياف الضوئية المسيرة من اختراقها.
وقال أوليكسي، وهو مسعف ميداني يعمل في بوكروفسك، أكثر الجبهات ازدحاماً في شرق أوكرانيا، إن عمليات إجلاء الجرحى نهاراً، والتي كانت صعبة للغاية أصلًا، أصبحت مستحيلة.
وأضاف: "لم يعد هذا ممكناً الآن بوجود طائرات الألياف الضوئية المسيرة. لا يمكن التشويش عليها، وهي حالياً مصدر القلق الرئيسي للمقاتلين على خطوط المواجهة".
لكن كما يُقرّ فيدورينكو، فإن روسيا، على الأقل في الوقت الحالي، "متقدمة علينا بكثير". ويعود ذلك إلى حد كبير إلى تمتع موسكو بقدرة أكبر على الوصول إلى كابلات الألياف الضوئية، في حين تُكافح أوكرانيا للحاق بها.
واستُخدمت طائرات الألياف الضوئية المُسيّرة بكثافة في الهجوم الروسي المُضاد على كورسك، ويعتقد الخبراء أنها كانت عاملاً أساسياً في نجاح موسكو في السيطرة على الوضع في أوكرانيا بشكل كبير في مارس الماضي.
ويُقدّر الخبراء أن الطائرات المسيّرة بجميع أنواعها تُسهم الآن في حوالي 70% إلى 80% من الخسائر العسكرية على كلا الجانبين.
أما بالنسبة لمركبات الألياف الضوئية، فقد صرّح صامويل بينديت، خبير الطائرات المسيّرة في مركز التحليلات البحرية، بأنها تُثبت فاعليتها في بداية أي هجوم، في بيئة تُصبح فيها المركبات الرخيصة المُسيّرة عن بُعد محلّ المدفعية بشكل متزايد.
وبما أن هذه الطائرات المسيرة لا يمكن التشويش عليها بوسائل الحرب الإلكترونية، فإنها تُستخدم كموجة هجوم أولى لاستهداف قدرات الحرب الإلكترونية المعادية والتشويش عليها.
وهذا يُمهد الطريق لطائرات FPV العادية المُتحكم بها لاسلكيًا لشن هجماتها. ولأنها مُتصلة سلكيًا، فإنها تُرسل صورًا عالية الجودة للهدف، مفيدة لاستخبارات ساحة المعركة "حتى اللحظة الأخيرة من الهجوم".
وقد يصل سعر طائرة FPV التقليدية إلى 400 دولار أمريكي (302 جنيه إسترليني)، باستثناء سعر حمولتها المتفجرة، لكن الكابل يُضيف نفس المبلغ مرةً أخرى.
وهناك تعقيدات في المعدات، فالكابلات حساسة للتلف، وموصلاتها معرضة للتلوث بالغبار، لكن المشكلة الأكبر تكمن في إعادة تدريب طياري الطائرات المسيرة.
