logo
العالم

من إسطنبول إلى واشنطن.. "مؤشرات أولية" على نهاية الحرب الروسية الأوكرانية

من إسطنبول إلى واشنطن.. "مؤشرات أولية" على نهاية الحرب الروسية الأوكرانية
جنود أوكرانيون خلال تمرين عسكريالمصدر: رويترز
21 مايو 2025، 8:03 م

تشهد الحرب الروسية الأوكرانية في الأيام الأخيرة تطورًا لافتًا قد يعيد ترتيب مشهد الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

أخبار ذات علاقة

الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف

روسيا تنفي المماطلة في مباحثات السلام مع أوكرانيا

بعد ثلاثة أيام من المحادثات المباشرة بين الوفدين الروسي والأوكراني في مدينة إسطنبول التركية، أعادت مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب طرح التساؤل: هل تتحرك بوصلة الصراع باتجاه مفاوضات جادة لإنهاء الحرب؟

وجاءت المفاوضات التي جرت مؤخرًا في تركيا بعد جمود طويل في المسار التفاوضي، وحملت مؤشرات إيجابية محدودة تمثلت في عودة الحديث عن تهدئة ميدانية محتملة، وخيارات لتبادل الأسرى، وممرات إنسانية مؤقتة.

وفي هذا السياق، جاءت مكالمة ترامب - بوتين لتفتح نافذة جديدة، ولو محدودة، على إمكانية التقدم نحو وقف إطلاق نار شامل. 

الحديث عن حوافز أمريكية لروسيا، تشمل تخفيف بعض العقوبات، أو استئناف التعاون الاقتصادي بشروط، أعاد إلى الواجهة أدوات الضغط السياسي بعيدًا عن ساحة المعركة، رغم استمرار العمليات العسكرية في مقاطعات مثل سومي وخاركيف.

وعلى الرغم من التقدم النسبي، لا يبدو أن هناك تسوية شاملة في الأفق القريب، بل يرجح أن تتجه الأطراف نحو تجميد النزاع مؤقتًا، دون حسم القضايا الجوهرية، خاصة أن روسيا لا تزال متمسكة بسيادتها على المناطق الأربع التي أعلنت ضمها، فيما تصر كييف على استعادتها بالكامل.

هذا التباين يعقّد أي اتفاق نهائي، ويجعل من احتمالات عودة التصعيد قائمة في أي لحظة، خاصة إذا تغيرت موازين القوى الإقليمية أو حدثت تغييرات سياسية في الولايات المتحدة.

مؤشرات أولية 

المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور سمير أيوب، قال إن الحديث عن اقتراب الحل السلمي للصراع الروسي الأطلسي لا يزال سابقًا لأوانه، رغم انطلاق مفاوضات إسطنبول قبل ثلاثة أيام، والتي منحت بصيص أمل بشأن إمكانية تجنب الخيار العسكري وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.

وأوضح أيوب، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيسين بوتين وترامب قد يمنح دفعة جديدة للمفاوضات، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن الأجواء العامة للمباحثات لا تزال غير ناضجة بالكامل، سواء من جهة اندفاع الرئيس ترامب أو من ناحية استعداد روسيا لتسوية سلمية حقيقية.

وقال إن "الولايات المتحدة أبدت استعدادًا لحل الصراع، وروسيا وافقت على التفاوض وأعلنت خلال المكالمة الرئاسية استعدادها لوقف إطلاق النار، لكن الطرف الأوكراني، بدعم أوروبي، يبدو كأنه يسعى لإفشال أي مخرجات لا تتوافق مع مصالحه".

وأضاف أن روسيا أبدت استعدادها لوقف إطلاق النار ضمن القبول بالأمر الواقع، مستبعدًا انسحاب القوات الروسية من المناطق التي سيطرت عليها.

تجميد أم تسوية

واعتبر أيوب أن التحركات الأوروبية تهدف إلى تقليل خسائر أوكرانيا عبر تجميد الصراع بدلًا من تسويته، خاصة أن الاستراتيجية الأوروبية تتمثل في إبقاء النزاع قائما ولكن بشكل مجمد، لإعادة إشعاله لاحقًا إذا تغيرت موازين القوى، خصوصًا مع احتمال وصول إدارة أمريكية ديمقراطية أكثر عداءً لروسيا.

وشدد الخبير في الشؤون الروسية على أن الميدان هو من سيحسم الصراع في النهاية، لافتًا إلى أن روسيا تعتمد على تفوقها العسكري الذي يحقق تقدمًا يوميًا، ما يثير قلق الأوروبيين وكييف.

ورأى أن الحديث عن اتفاق وشيك في ظل الأوضاع العسكرية المتوترة لا يخدم كييف ولا حلفاءها، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب قد يسعى لممارسة ضغوط على موسكو لوقف إطلاق النار، مقابل تقديم حوافز مثل تخفيف العقوبات.

وذكر أيوب أن الحل السلمي لا يزال بعيدًا، وأن الخيار العسكري هو الأرجح حتى تدرك أوروبا أنها غير قادرة على مواجهة روسيا دون دعم مباشر من واشنطن. وأشار إلى أن امتداد الصراع إلى دول أخرى سيضع أوروبا في موقف أكثر تعقيدًا وخطورة.

تسوية مؤقتة

ومن جانبه، قال الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، إن الحل النهائي للنزاع في أوكرانيا لا يبدو وشيكا، مرجحا إمكانية التوصل إلى تسوية مؤقتة أو تجميد للقتال.

وأوضح القليوبي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الظروف الحالية قد تتيح فرصة لتهدئة الوضع بشكل مؤقت، بما يسمح بعودة بعض مناحي الحياة، لكن على المدى الطويل، تبقى احتمالات استئناف القتال قائمة إذا ما تغيرت التوازنات الجيوسياسية، سواء لصالح روسيا أو أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

بوتين يزور كورسك لأول مرة منذ استعادتها من أوكرانيا (فيديو)

وأشار القليوبي إلى أن مفاوضات إسطنبول السابقة أظهرت تمسك موسكو بسيطرتها على المقاطعات الأربع (زاباروجيا، خيرسون، دونيتسك، لوغانسك)، مؤكدًا أن أوكرانيا ترفض الاعتراف بتلك السيطرة، وأن أجزاء كبيرة من زاباروجيا وخيرسون لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية، ما يعقّد فرص التوصل إلى تسوية نهائية.

وكشف القليوبي أن الاتصال الأخير بين الرئيسين بوتين وترامب تناول ملفات متعددة غير مرتبطة مباشرة بالنزاع الأوكراني، وشملت التعاون التجاري والاقتصادي، وصفقة جديدة لتبادل الأسرى ضمن معادلة "تسعة مقابل تسعة" من المتوقع تنفيذها قريبًا، إلى جانب مناقشة مستقبل العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC