الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

من الجيوش الوطنية إلى المرتزقة.. أزمات إفريقيا تعيد رسم المشهد الأمني

مرتزقة روس حول رئيس جمهورية أفريقيا الوسطىالمصدر: رويترز

يرى محللون سياسيون أن الأزمات الأمنية دفعت دولًا إفريقية للاعتماد على ميليشيات ومرتزقة أجانب، وهي خطوة لم تحقق استقرارًا ملموسًا وأدت أحيانًا إلى نتائج عكسية وانتهاكات محرجة للحكومات. 

ويؤكد المحللون أن هذا الخيار كان اضطراريًا في دول الساحل الإفريقي لمواجهة تهديدات وجودية وتدخلات خارجية بعد تراجع الدعم الغربي، حتى بات مفهوم الجيش الوطني مُعقّدًا في دول مثل بوركينا فاسو والنيجر ومالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا.

فوضى بدل الحلّ

وتشهد العديد من الدول الإفريقية أزمات أمنية في ظل أنشطة لجماعات متمردة أو متطرفة مثل "نصرة الإسلام والمسلمين" وجبهة تحرير أزواد، وأيضًا حركة أم 23 الكونغولية وغيرها.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الإفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول إن "العديد من الدول الإفريقية دشنت حقبة جديدة في مقاربتها الأمنية والعسكرية تقوم على اعتماد متزايد على الميليشيات والمرتزقة الأجانب، في خطوة لم تعط بعد نتائج ملموسة على الأرض".

وبين ديالو في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أن "في جمهورية إفريقيا الوسطى، على سبيل المثال، تحولت بعض الميليشيات من أداة لاستعادة الأمن والاستقرار إلى تغذية الفوضى، وهو ما يؤكد أن الاستراتيجيات الجديدة لهذه الدول أعطت نتائج عكسية في كثير من الأحيان".

وتابع أن "في بعض الأحيان أيضًا ترتكب الميليشيات أو الجماعات المسلحة التي تراهن عليها الجيوش الوطنية انتهاكات تتحمل مسؤوليتها حكومات تلك الدول التي تجد نفسها في موقف محرج".

أخبار ذات علاقة

منجم يورانيوم في النيجر

تقارير فرنسية: "الكعكة الصفراء" تنتقل من النيجر إلى إيران عبر روسيا

وأنهى ديالو حديثه بالقول إن "الكثير من الدول الإفريقية تدفع اليوم ثمن دمجها واعتمادها على قوات هجينة بمنأى عن المساءلة والمحاسبة أولًا، وثانيًا أحيانًا تتمرد على الجيش، مثلما حدث في بانغي".

خطوة اضطرارية

وشهدت إفريقيا، وخاصة غرب القارّة، في السنوات الماضية تحوّلات سياسية وعسكرية إثر موجة من الانقلابات أدت إلى انسحاب القوات الفرنسيّة والغربيّة، مقابل إقامة دول مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو تحالفات جديدة مع روسيا.

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، إنّ: "تبنّي خطط عسكرية بديلة تقوم على الاعتماد على ميليشيات وتجنيد المدنيين كانت خطوة اضطرارية في دول الساحل الإفريقي مثل بوركينا فاسو ومالي في ظلّ التحديات الأمنية التي تواجهها هذه الدول".

وأضاف الحاج عثمان في تصريح خاصّ لـ "إرم نيوز" أنّ: "هناك أياديَ خارجية تموّل الجماعات المسلحة وتسعى إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي ما يجعل الدول مضطرّة لإعادة صياغة مفهوم الجيوش الوطنيّة في محاولة لكسب المعركة ضد الجماعات المسلحة".

أخبار ذات علاقة

قوات عسكرية تتهيأ للمواجهة مع مسلحين في الساحل الأفريقي

من مالي إلى النيجر.. تمدد الجماعات المسلحة يهدد بتفجير الساحل الأفريقي

واستنتج أنّ: "دول الساحل الإفريقي تواجه تحديًا وجوديًا اليوم، والسلطات كانت مضطرة لخيارات محددة من أجل منع انهيارها الكامل، خاصة في ظل النفوذ الذي نجحت الجماعات المسلحة في كسبه أخيرًا، لا سيما في مالي".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC