logo
العالم

هدنة بوتين لـ3 أيام.. خطوة رمزية أم مناورة استراتيجية؟

هدنة بوتين لـ3 أيام.. خطوة رمزية أم مناورة استراتيجية؟
جندي روسي بجانب ملصق لصورة فلاديمير بوتينالمصدر: رويترز
30 أبريل 2025، 7:27 م

اعتبر خبراء سياسيون أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة من 3 أيام على جبهات القتال في أوكرانيا، من 8 إلى 10 مايو/أيار، يثير العديد من التساؤلات للأوروبيين والأمريكيين حول خلفيات القرار، وأهدافه الخفية، في ظل تصاعد التوترات الدولية، واستياء واشنطن من استمرار النزاع دون أفق واضح.

بين دهشة الأوروبيين وامتعاض الأمريكيين، أعلنت موسكو عن هدنة مفاجئة، من 8 إلى 10 مايو/أيار، على جبهات القتال في أوكرانيا. قرار وُصف بأنه رمزي، بل "سخيف" بحسب تعبير الخارجية الأمريكية، لكنه في العمق يحمل مؤشرات مقلقة عن مأزق الكرملين، وتراجع شهية الغرب لمواصلة الدعم، واحتمالات إعادة واشنطن النظر في إستراتيجيتها في أوكرانيا.

"هدنة رمزية أم مناورة إستراتيجية؟"

من جهته، قال الباحث السياسي الروسي أليكسي بريجع، الخبير في شؤون السياسة الخارجية في مركز موسكو للدراسات الجيوسياسية، لـ"إرم نيوز" إن إعلان الهدنة لا يندرج ضمن منطق "الرحمة الحربية"، بل هو تحرك محسوب يحمل رسائل مزدوجة.

وأضاف أن الهدنة المعلنة تأتي في سياق مزدوج: أولًا محاولة لترميم صورة روسيا أمام المجتمع الدولي، وثانيًا كرسالة داخلية إلى الشعب الروسي تربط بين الانتصار على النازية و"الصمود في وجه الناتو" كما تصفه الرواية الروسية الرسمية. 

وأضاف بريجع: "بوتين يريد تقديم مبادرة رمزية توحي بأنه ليس منغلقًا على الحلول السياسية، لكنه يدرك أن وقفًا حقيقيًا لإطلاق النار قد يُفهم على أنه ضعف تكتيكي، لذا اختار 3 أيام فقط مرتبطة بذكرى وطنية قوية الوقع."

ويتابع بريجع قائلاً إن الكرملين يختبر أيضًا مدى تجاوب الغرب مع فكرة التهدئة ولو المؤقتة، مضيفًا: "الرسالة إلى الحلفاء الأوروبيين واضحة: موسكو مستعدة للتهدئة، فهل أنتم مستعدون للضغط على كييف؟".

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين خلال لقاء سابق

الكرملين: بوتين يريد سلاما مع أوكرانيا

 رد أمريكي لاذع.. ومهلة غير معلنة

في المقابل، وصفت الإدارة الأمريكية الهدنة بـ"السخيفة"، حيث شدد الجنرال كيث كيلوغ، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على أن واشنطن تريد وقفًا شاملاً ودائمًا لإطلاق النار، لا مجرد هدنة رمزية "للاحتفال بشيء آخر" على حد قوله. وقال كيلوغ: "روسيا لا تربح الحرب. لو كانت منتصرة فعلاً لما احتاجت إلى 3 سنوات من القتال، ولا إلى هدنة وهمية كهذه."

كما حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، من أن الولايات المتحدة قد تسحب دورها كوسيط إذا لم تُقدَّم "اقتراحات ملموسة" لإنهاء النزاع، في إشارة إلى نفاد صبر واشنطن تجاه المراوحة الميدانية والسياسية. وقالت بروس: "نحن نقرأ رسالة واضحة من ماركو روبيو مفادها، إذا لم يحدث تقدم، سننسحب من الوساطة."

بدوره، قال الباحث الفرنسي جان-فيليب لوفيفر، المتخصص في الشأن الروسي الأوكراني لدى المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI)، لـ"إرم نيوز" إن المبادرة الروسية تشير إلى مأزق عسكري يواجهه الكرملين. ويقول لوفيفر: "موسكو لم تحقق مكاسب كبيرة في الأشهر الأخيرة. لا في خاركيف، ولا في دونيتسك. إعلان هدنة قصيرة في توقيت رمزي يبدو كبحث عن متنفس دبلوماسي يجنّب روسيا مزيداً من الاستنزاف."

وأضاف: "بوتين يعلم أن الحلفاء الغربيين، خاصة الأوروبيين، يعانون من تعب واضح من دعم أوكرانيا على المدى الطويل. يحاول إرسال إشارات خفية مفادها أنه يمكن خفض التصعيد. لكن هذه الهدنة القصيرة ليست عرضًا جادًا للحل، بل مناورة علاقات عامة في توقيت محسوب".

زيلينسكي يرفض المناورة

في المقابل، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن إعلان الهدنة هو محاولة تضليلية، تهدف إلى كسب الوقت، وتقديم روسيا كطرف يسعى للسلام، وهو ما يتناقض تمامًا مع العمليات العسكرية المتواصلة في جنوب وشرق البلاد.

وبين مناورة روسية موجهة للخارج والداخل، ورد أمريكي صارم يلوّح بالانسحاب من الوساطة، وموقف أوكراني متشدد، تظل مبادرة بوتين محصورة في الرمزية، لا في الفاعلية. أما السلام الحقيقي، فيبدو بعيد المنال ما لم تتغير الحسابات الإستراتيجية الكبرى لدى الأطراف كافة، أو تفرضها حقائق الميدان.

أخبار ذات علاقة

فولوديمير زيلينسكي

الأراضي أولا.. زيلينسكي يطالب بإنهاء الحرب "دون هدايا" لبوتين

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC