logo
العالم

"الأمتار الأخيرة".. هل فقد ترامب صبره تماماً إزاء "نووي إيران"؟

"الأمتار الأخيرة".. هل فقد ترامب صبره تماماً إزاء "نووي إيران"؟
دونالد ترامبالمصدر: رويترز
12 يونيو 2025، 3:24 م

أكد خبراء في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يسير في مرحلة الأمتار الأخيرة من سياسة "النفس الطويل" التي يتعامل بها مع إيران للوصول إلى اتفاق، ولكن التشدد والمراوغة من جانب طهران قد تجعله يسمح لإسرائيل بالقيام بتهديدها بشكل ظاهري ليكون هناك ضغط أكبر يحلحل ما تتمسك به إيران في المفاوضات النووية.

وذكر موقع "أكسيوس"، مؤخرًا، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي وآخر أمريكي أن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يعارض القيام بعمل عسكري ضد إيران في الوقت الحالي؛ لأنه يعتقد أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي معها.

كما خصص الاتصال المفاجئ بين ترامب ونتنياهو الذي استمر لنحو 40 دقيقة، الجانب الأكبر منه لمناقشة الملف الإيراني، كذلك صرّح ترامب بأن ثقته قلّت في أن إيران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم في إطار اتفاق نووي مع الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس

نائب ترامب يشكك بنوايا إيران النووية

 "الأمتار الأخيرة"

ويرى الخبير في العلاقات الدولية أحمد العلوي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن ترامب حاليًّا في مرحلة الأمتار الأخيرة من سياسة "النفس الطويل" التي يتعامل بها من منطلقين، الأول أن يجعل مسار المفاوضات في إظهار صورة أن الجانب الإصلاحي المتفاوض عن إيران، استطاع أن يحقق بنودًا لصالح طهران حتى يعطي لهذا الجناح سند القوة في السير بإيران إلى اتفاق أمام عراقيل الجانب المتشدد "المحافظين" الذي يرفض المفاوضات.

وبحسب الخبير، فإن المنطلق الثاني الذي يتعامل به ترامب بهذه السياسة، أن عدم نجاح المفاوضات سيثبت فشله أمام فريق اتفاق لوزان النووي 2015 المعروف بـ" 6+1" الذي قام بإلغائه، قبل سنوات، أملًا في القيام باتفاق آخر، يحسب له.

واستكمل "العلوي" أن ترامب يتعامل في هذه المرحلة بهذا الأساس ولا يريد أن يكون هناك أي تأثير من جانب نتنياهو الذي ينتظر فرصة قطع سبل التفاوض، ولكن مع نهاية رهانه على النفس الطويل سيكون الدفع بتهديد إسرائيل لتوجيه ضربة إلى إيران.

وعن تهديدات إيران، مؤخرًا، بقصف قواعد أمريكية في الشرق الأوسط، في حال توجيه ضربة عسكرية لها، أوضح "العلوي" أن هذا التهديد طبيعي وتفاوضي مثله والتهديد الأمريكي بذلك وتلك التهديدات أوراق ضغط تتطلبها المفاوضات في وقتها الراهن ولكن تحقيقها بعيد تمامًا عن أرض الواقع.

إطالة أمد التفاوض

بدوره، يقول الباحث في الشأن الإيراني باسم معلوف، إن اتفاق 2015 استغرق عامين "ونحن في مراحل ضغط متبادل طبيعية بين واشنطن وطهران؛ لأنه ملف تفاوضي لا يتعلق ببرنامج نووي فقط ولا يخص طرفين لكنه يحمل مصالح متعددة ليست أمنية فقط، ولكن هناك مصالحَ اقتصادية واستراتيجية وأمورًا أخرى تتعلق بمستقبل الطاقة ليس على مستوى المنطقة ولكن على المستوى الدولي".

وأوضح معلوف لـ"إرم نيوز"، أن هناك أطرافًا لا تريد اتمام الاتفاق، من بينها إسرائيل وأيضًا الجانب الأوروبي والصين. "ومن الممكن أن الرغبة الكبرى لبعض هذه الأطراف ألا يحقق ترامب اتفاقًا كبيرًا بهذا الحجم مع إيران بمفرده؛ حيث سيكون لذلك مكسب كبير له يؤثر في مصالحهم وأهدافهم المتعلقة بهذا الملف".

وذكر "معلوف" أن هناك ملفات أخرى لها أهمية للأطراف الرافضة لإبرام ترامب اتفاق منفرد مع طهران، منها مستقبل أذرع إيران في المنطقة، خاصة أن رفع العقوبات بموجب الاتفاق المنتظر سيكون له أثر على عودة هذه الميليشيات بعد الضربات التي تلقتها مؤخرًا، بجانب ملفات اقتصادية واستثمارية أخرى".

وأشار إلى أن ترامب تحدث في بداية المفاوضات عن خيارات أخرى في حال تجاوز المباحثات لأكثر من شهرين مع استمرار فرض العقوبات الاقتصادية، ولكن العمل على تحديد ثوابت تحييد قدرات إيران النووية، يستغرق وقتًا أكبر من ذلك". 

وأكد "معلوف" أن طهران في ظل الضغوط الداخلية والرغبة في تحقيق أكبر جانب من المكاسب من إبرام الاتفاق، تعمل على إطالة أمد التفاوض حتى تحرز أكبر قدر من أهدافها، وفي الوقت ذاته، تعمل على استمرار التفاوض حتى لا تتعرض لأي ضربات تستهدف بنيتها التحتية والعسكرية الداخلية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب: ثقتي قلّت في إبرام اتفاق مع إيران

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC