يرى تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه مهما كانت نتائج قمة ألاسكا التي ستجمع الزعيمين، الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، فإن الكرملين انتصر بفرض شروطه قبل انعقاد لقاء، يوم الجمعة.
"كان أسبوعاً رائعاً لبوتين"، يقول سام غرين، أستاذ السياسة الروسية في كينغز كوليدج لندن، مشيراً إلى أن الزعيم الروسي قلب الموقف لمصلحته، وانتشل نفسه من موقف ضعف كبير.
وبعدما كان الزعيم الروسي يريد إنهاء الحرب وفقاً لشروطه، فإنه بـ "انتصاره" المتوقع يعني أيضاً "تفكيك التحالف الأمني الغربي"، وفق "نيويورك تايمز".
ومن النجاحات التي حققها الكرملين خلال الأسبوع الأخير، أن أعاد حملة ضغط إدارة ترامب على أوكرانيا، ورئيسها، فولوديمير زيلينسكي، فعلى الرغم من رفض المسؤولين الروس السابقين التفاوض بشأن الأراضي، فإن الزعيم الروسي، ترك لدى المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، الانطباع بأن موسكو أصبحت على استعداد للانخراط في بعض الصفقات بشأن مسألة الأراضي.
وسارعت أوكرانيا إلى رفض "الصفقة" ما يعني، بحسب "نيويورك تايمز" أن الأمور مرشحة للعودة إلى المستوى المتوتر بين ترامب وزيلينسكي منذ لقائهما العاصف في البيت الأبيض في فبراير/ شباط الماضي.
ومن خلال التحدث بـ "لغة العقارات" التي يفهمها ترامب، نجح بوتين في تأمين شيء كان يسعى إليه منذ يناير/كانون الثاني، وهو لقاء فردي مع الزعيم الأمريكي، دون حضور زيلينسكي، لعرض وجهة نظره وإبرام صفقة.
ويعتقد عدد من المحللين أن الزعيم الروسي سيكتفي بوقف الحرب، استناداً إلى "المفاوضات العقارية" وحدها، وفق "نيويورك تايمز".
ومن بين أمور أخرى، يريد بوتين وعداً رسمياً من ترامب بأن أوكرانيا لن تدخل حلف شمال الأطلسي أو أي تحالفات عسكرية غربية أخرى، أو تستضيف قوات غربية على أراضيها أو يُسمح لها ببناء جيش يهدد روسيا، مما يجعل كييف عرضة للخطر إلى الأبد.
ويعلق على ذلك سام غرين بأن "الشيء الأساسي بالنسبة لروسيا وبوتين هو الهيمنة".
بينما يرى ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيجي روسيا وأوراسيا في برلين، أن بوتين سيأتي إلى القمة التي تعقد يوم الجمعة، في ألاسكا سعياً وراء سيناريوهات مختلفة.
وتشمل الخيارات صفقة مواتية مع ترامب يفرضها الرئيس الأمريكي بنجاح على أوكرانيا، أو صفقة مواتية مع ترامب يرفضها زيلينسكي، مما يتسبب في انسحاب الولايات المتحدة من أوكرانيا.
أما الخيار الثالث، وفق غابويف، هو أن يواصل الزعيم الروسي مساره الحالي لمدة تتراوح بين 12 و18 شهراً أخرى، مع توقع أن أوكرانيا ستفقد المزيد من الجنود بشكل أسرع، مع نفاد قوة الاقتصاد الحربي.
ويدرك بوتين أن ترامب على استعداد لتقديم أشياء لن يفكر فيها سوى عدد قليل من القادة الأميركيين الآخرين، وهو ما قد يساعد روسيا على تقسيم أوكرانيا وتقسيم التحالف الغربي.
ويؤيد غرين هذا الطرح، مشيراً إلى أنه إذا تمكن بوتين من جعل ترامب يعترف بمطالبه بنصيب الأسد من الأراضي التي استولت روسيا عليها، مع إدراك أن الأوكرانيين والأوروبيين قد لا يشاركون في هذه الرحلة، فإنه "سيدق إسفيناً طويل الأمد بين الولايات المتحدة وأوروبا".