logo
العالم

"ألاسكا" تُشعل جدلاً أمريكياً أوروبياً قبل لقاء ترامب وبوتين "التاريخي"

"ألاسكا" تُشعل جدلاً أمريكياً أوروبياً قبل لقاء ترامب وبوتين "التاريخي"
دونالد ترامب وفلاديمير بوتينالمصدر: (أ ف ب)
10 أغسطس 2025، 12:11 م

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطوة مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، أن القمة المرتقبة مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، ستُعقد في ولاية ألاسكا، الإقليم الأمريكي الذي يبعد عن الأراضي الروسية بضعة كيلومترات فقط عبر مضيق بيرينغ.

وبينما يبرر الكرملين هذا الاختيار بعامل القرب الجغرافي والتقاطع الاقتصادي بين البلدين، يرى منتقدون أمريكيون وأوروبيون أن الخطوة تمنح بوتين مكسبًا رمزيًا وتعيد إلى الواجهة الإرث التاريخي لـ ألاسكا كأرض روسية سابقة.

القمة الساخنة في قلب الصيف، التي لم يُدع إليها الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، من المقرر عقدها في 15 أغسطس/آب الجاري، بعدما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة مرشحة في البداية لاستضافة الاجتماع؛ فلماذا وقع الاختيار في النهاية على أرض أمريكية؟.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

"منتصف الطريق".. لماذا اختيرت "ألاسكا" لاستضافة قمة ترامب وبوتين؟

أسباب جغرافية

اعتبر المستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوشاكوف، أن اختيار ألاسكا كان "منطقيًا تمامًا"، في إشارة إلى مبررات جغرافية.

فالولاية الأمريكية، وهي إقليم شاسع يقع على الدائرة القطبية الشمالية، لا يفصلها عن الأراضي الروسية سوى مضيق بيرينغ.

وقال أوشاكوف: "روسيا والولايات المتحدة جارتان قريبتان وتشتركان في حدود مشتركة".

أبعاد اقتصادية وتاريخية

كما أشار الكرملين إلى سبب عملي آخر، وهو أن "ألاسكا والمنطقة القطبية الشمالية تمثلان مناطق تتقاطع فيها المصالح الاقتصادية للبلدين، وهناك إمكانيات لمشاريع كبرى ذات منفعة متبادلة"، بحسب أوشاكوف، مع التأكيد على أن المحادثات ستركز قبل كل شيء على أوكرانيا.

ورغم عدم ذكر موسكو أو واشنطن لذلك، فإن البعد الرمزي للقرار لا يمكن تجاهله؛ فألاسكا، أكبر ولاية أمريكية بمساحة تتجاوز 1.7 مليون كيلومتر مربع، كانت في السابق أرضًا روسية قبل أن تبيعها موسكو إلى الولايات المتحدة عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار من العملة القديمة.

هذا التاريخ جعل بعض المراقبين يتساءلون: هل اختيار ألاسكا كموقع للقمة يمثل، ولو من دون قصد، انتصارًا صغيرًا للرئيس الروسي الذي لم يزر الولايات المتحدة منذ عام 2015 خلال ولاية الرئيس الأسبق باراك أوباما؟.

في هذا السياق، كتب السفير الأمريكي السابق في روسيا، مايكل ماكفول، على منصة إكس: "ترامب اختار استقبال بوتين في جزء من الإمبراطورية الروسية السابقة؛ أتساءل إن كان يدرك أن القوميين الروس يرون أن فقدان ألاسكا، مثل أوكرانيا، كان صفقة سيئة لموسكو ينبغي تصحيحها".

خطأ سياسي

بعض مؤيدي بوتين لم يتوقفوا عن المطالبة بإعادة ألاسكا إلى روسيا؛ وقد دأب الإعلام الرسمي الروسي على بث تصريحات لبعض دعاة الكرملين المطالبين بإعادتها إلى الاتحاد الروسي، وفق ما ذكرت الصحفية الأمريكية، جوليا ديفيس، على منصة "إكس".

وقالت ديفيس: "دعوة ترامب لبوتين إلى الولايات المتحدة أمر مقزز بما يكفي، لكن استقباله في ألاسكا- بينما يطالب أبرز دعاة الكرملين علنًا بإعادتها - أمر غير مقبول"، بحسب وصفها.

أخبار ذات علاقة

فولوديمير زيلينسكي

خلال قمة ترامب وبوتين.. واشنطن تدرس دعوة زيلينسكي إلى ألاسكا

من جهته، اعتبر جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أن القرار يمثل خطأ سياسيًا. 

وقال في مقابلة مع شبكة "سي أن أن": "الأمر ليس بخطورة دعوة ترامب لزعماء طالبان إلى كامب ديفيد عام 2019 لمناقشة اتفاق سلام في أفغانستان، لكنه يذكرني بذلك".

وأضاف بولتون: "المكان الوحيد الأكثر ملاءمة لبوتين لعقد القمة خارج ألاسكا، كان موسكو"، معتبرًا أن اختيار ألاسكا قد يمثل بالفعل "انتصارًا كبيرًا" للرئيس الروسي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC