يجتمع قادة 27 دولة أوروبية على طاولة المُباحثات في العاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور رئيس الوزراء البريطاني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، في محاولة تعزيز الإنفاق الدفاعي في مواجهة روسيا.
القمة الأوروبية، هي الأولى التي ينضم إليها زعيم بريطاني منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتُخصص اجتماعا حصريا للدفاع، وتأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من احتمال شن هجوم روسي على إحدى دول الحلف، بحسب وكالة "فرانس برس".
واعتبر الخبراء، أن "قادة أوروبا سيظهرون إعلاميًا بمظهر المتماسكين، لكن خلف الأبواب المغلقة ستحدث خلافات حادة".
ولفتوا إلى أن قادة أوروبا الآن، بين مطرقة التهديد الذي تمثله روسيا، وسندان الرئس الأمريكي دونالد ترامب وتهديده بوقف تمويل أوكرانيا وفرض ضرائب على الدول الأوروبية.
ورأى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية محمود الأفندي، أن "اللقاء الذي سيجمع القادة سيكون من أصعب اللقاءات بالنسبة للأوروبيين وأوكرانيا، خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوقف المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا".
وقال الأفندي لـ"إرم نيوز"، إن "أوكرانيا الآن تعتبر دولة مشلولة اقتصاديا، بعد أن أكد ترامب مراراً عدم استعداد بلاده للاستمرار في منحها المساعدات وأنه على الأوروبيين أن يقوموا بهذا الدور".
وأضاف أن "إلقاء الملف الأوكراني في وجه أوروبا يعد أمرا في غاية الخطورة بالنسبة لأوروبا نظراً لعدم القدرة الاقتصادية والعسكرية لأوروبا على تمويل أوكرانيا".
وتوقع الأفندي، أن يعرض ترامب على القادة الأوروبيين خلال اجتماعه معهم شراء الأسلحة الأمريكية ومن ثم منحها لأوكرانيا.
وأشار إلى أن "أوروبا سيكون عليها البحث عن مصادر لجمع الأموال اللازمة لتقديم الدعم لأوكرانيا".
ولفت الأفندي، إلى أن "هذا اللقاء سيكون الأصعب إذ سيضطر الأوروبيون للبحث عن حلول نظرًا لعدم قدرتهم على مواصلة الدعم لصالح أوكرانيا منفردين دون الولايات المتحدة الأمريكية".
من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية كارزان حميد، إن "الاجتماع لن يسفر عن شيء جديد، فيما يخص الملف الأوكراني سوى ما تريده أمريكا بوقف الحرب والمساعدات".
وقال حميد لـ"إرم نيوز"، إن "الاتحاد الأوروبي يؤكد دعم كييف اقتصاديًا وعسكريًا لكي تفوز أوروبا، لكن ذلك لن يحدث أي فرق ميداني في ظل تقدم روسيا على كافة جبهات القتال".
وأضاف حميد، أن "هذا ربما سيخلق حالة من عدم اليقين لدی الأعضاء بعد قرار كييف بعدم تجديد عقد توريد الغاز الروسي عبر أراضيها، وهذا يجعل بعض الأعضاء يدرسون جدوى دعم أوكرانيا".
ويعتقد حميد، أن "قادة بروكسل غير متماسكين وغير قادرين علی حل الأزمة لا مع روسيا ولا حتى مع الجانب الأمريكي" وفق تقديره.