تستعد الصين للكشف عن أربعة صواريخ جديدة مضادة للسفن خلال عرض عسكري مرتقب في الثالث من سبتمبر/ أيلول المقبل بميدان تيانانمين في بكين، كجزء من جهودها لتحدي "الهيمنة" البحرية للولايات المتحدة.
هذه الصواريخ التي يطلق عليها "ضربة النسر" تتميز بقدرات فائقة، ويصعب اعتراضها نظرا لسرعتها المذهلة.
وتمكّنت الصين، التي تشهد بناء وتحديثاً عسكرياً سريعاً، من بناء ترسانة كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى قادرة على استهداف القوات والقواعد الأمريكية في منطقة غرب المحيط الهادئ، وفق ما ذكر تقرير لمجلة "نيوزويك".
وتشكل الصواريخ، التي سيتم الكشف عنها في عرض عسكري بحضور 40 ألف شخص، عنصراً أساسياً في استراتيجية بكين لمنع الوصول ومنع دخول المناطق، والتي تسعى إلى منع أو تقييد دخول "العدو" إلى منطقة معينة والعمل فيها، وتعمل كإجراء مضاد ضد التدخل الأمريكي المحتمل في صراع محتمل حول تايوان أو بحر الصين الجنوبي.
كما تحمل الصواريخ الجديدة، التي ظهرت في صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، اسم "ينغ جي" (ضربة النسر)، وهو مصطلح يُطلق على مجموعة الصواريخ المضادة للسفن الصينية القابلة للإطلاق من السفن أو الطائرات.
وبحسب المراقب العسكري ريك جو، يُعتقد أن صاروخ YJ-15 أسرع من الصوت، بينما قد تكون YJ-17 وYJ-19 صواريخ تفوق سرعتها الصوتية، قادرة على الطيران بسرعة تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت مع القدرة على المناورة، مما يجعلها صعبة الاعتراض.
أما YJ-20، فتشير التكهنات إلى أنه صاروخ باليستي هوائي عالي المناورة، يجمع بين المناورات الديناميكية الهوائية ومراحل الارتفاع الباليستية لتوسيع مداه.
وتتميز هذه الصواريخ بقدرتها على تنفيذ ضربات مزدوجة، سواء ضد السفن أو الأهداف البرية، مما يعزز مرونة الجيش الصيني، كما يُشير المحلل البحري، أليكس لوك، إلى أن الصين تُشغّل بالفعل مجموعة واسعة من الصواريخ المضادة للسفن، موزعة على سفن متنوعة، من زوارق الصواريخ إلى المدمرات الحديثة.
هذا التنوع يعزز قدرة الصين على التغلب على الدفاعات الصاروخية الأمريكية من خلال إرباكها بصواريخ متعددة الأنواع، مما يسمح للصواريخ باختراق الدفاعات وضرب أهداف مثل حاملات الطائرات.
ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه البحرية الأمريكية تحديات متزايدة، خاصة بعد استهلاك جزء كبير من صواريخها الاعتراضية في عمليات الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية خلال حرب الـ 12 يوماً في يونيو/ حزيران الماضي وكذلك في البحر الأحمر، في صدّ هجمات ميليشيا الحوثي.
ومع ذلك، يرى لوك أن الصواريخ الصينية قد تكون أكثر تطوراً ومدعومة بمخزونات أكبر، مما يزيد من تعقيد التهديد. كما أشار مراقب صيني إلى أن بكين تتحول نحو الاعتماد على الصواريخ فائقة السرعة بدلاً من التكنولوجيا التخفيفية، نظراً لتطور أجهزة الاستشعار الأمريكية القادرة على اكتشاف الصواريخ البطيئة.
وتقول "نيوزويك"، إن التفاصيل الدقيقة حول هذه الصواريخ، مثل الحمولة والسرعة والمدى، تظلّ غير معلنة حتى الآن. ومع ذلك، فإن الكشف عنها يعكس تصميم الصين على تعزيز قوتها البحرية وإبراز قدراتها كقوة عسكرية عالمية، مما يثير تساؤلات حول التوازن الاستراتيجي في المحيط الهادئ.