logo
العالم

فرنسا تستعد للحرب.. قلق شبابي من عودة الخدمة العسكرية

جنود فرنسيون خلال عرض عسكريالمصدر: أ ف ب

تثير خطط الحكومة الفرنسية، لإعادة الخدمة العسكرية الطوعية، قلقًا متزايدًا بين الشباب، من أن تتحول الخطوة إلى إلزامية، أو أن تعرقل مسارهم الدراسي والمهني وتدفعهم نحو أماكن لا يرغبون فيها.

وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون، يستعد للإعلان عن إطلاق الخدمة العسكرية التطوعية في البلاد، وذلك استعدادا لاحتمال نشوب حرب في المستقبل، وكان ماكرون قد طرح الفكرة لأول مرة في 13 يوليو/ تموز الماضي، أمام جمع من كبار القادة العسكريين. 

والثلاثاء، أكد الرئيس الفرنسي، "تحويل الخدمة الوطنية الشاملة إلى صيغة جديدة"، ما أعاد الجدل في ظل تحديات جيوسياسية جمة، بعد نحو 30 عاماً على تعليق الخدمة الإلزامية في البلاد.

مخاوف واهتمام

في المدارس الثانوية في باريس ومنطقة غرونوبل، عبّر طلاب الصفوف الثانوية عن مخاوفهم من احتمالية إرسالهم إلى الخدمة العسكرية بمجرد بلوغ سن 18 عامًا، لمدة عشرة أشهر مقابل مكافأة مالية. 

وصرّح عدد منهم لصحيفة "لوباريزيان" بأن الفكرة تعني التخلي عن أحلامهم الدراسية والشخصية، معتبرين أن المشروع قد يتحول لاحقًا إلى إلزامي رغم أنه طوعي في البداية.

وترى الطالبة إيليا أنه من "المستحيل أن أضطر للتخلي عن أحلامي لأذهب إلى الجبهة! حتى لو كان طوعيًا، من يضمن ألا يصبح إلزاميًا؟". 

أخبار ذات علاقة

جنود فرنسيون

تحسبا لمواجهة ضارية مع الروس.. الجيش الفرنسي يخضع لتدريبات غير مسبوقة

اكتساب الانضباط والمهارات

في المقابل، أبدى بعض الطلاب اهتمامهم بالانضمام إلى الخدمة العسكرية للتعرف على الجيش واكتساب الانضباط والمهارات، خصوصًا أولئك الذين يواجهون صعوبات دراسية.

في مدرسة غرِسيفودان الثانوية بميلون، أعرب بعض الطلاب عن نظرتهم الإيجابية للخدمة العسكرية، معتبرين إياها فرصة لاكتساب الخبرة والانضباط، بينما عبّر آخرون عن رفضهم القاطع لأي مشاركة عسكرية.

وقال كاميرون: "الدفاع عن الوطن والقيم أمر مهم. إذا تطلب الأمر الانخراط فسأفعل، حتى لو لم أرغب في العمل بالجيش لاحقًا".

في المدارس العسكرية، مثل المدرسة العسكرية لتلاميذ القوات الجوية في مونتبونو سانت مارتان، بدا الانطباع أكثر إيجابية، حيث ركز الطلاب على التدريب البدني والانضباط ومهارات التعاون والقيادة، معتبرين الخدمة فرصة لتنمية الذات أكثر من كونها استدعاءً للقتال.

وأعربت الغالبية العظمى من الطلاب عن قلقها من المشاركة في صراعات دولية، خصوصًا مواجهة قوى كبرى مثل روسيا، مؤكدين أن أي خوض محتمل للحرب سيكون محفوفًا بالمخاطر.

وقال الطالب آمين: "القتال ضد بوتين؟ مستحيل، إنه مخيف جدًا. إذا أرسلنا، سنصبح مجرد وقود للمدافع". 

أخبار ذات علاقة

الجنرال تييري بوركهارد

"العالم يتغير".. الجيش الفرنسي يستنفر لسيناريوهات الحرب

ويبدو أن المخاوف تتفاقم مع تصاعد التوترات الدولية وتصريحات بعض المسؤولين العسكريين حول استعداد فرنسا لأي مواجهة، ما يجعل الشريحة الشابة أكثر حذرًا وتوجسًا.

وتظهر ردود فعل الشباب الفرنسي أن فكرة إعادة الخدمة العسكرية الطوعية، رغم أنها موجهة للشباب البالغين 18 عامًا، تواجه تحديات في القبول الشعبي، وتبرز فجوة بين الجيل الجديد والخيارات الأمنية للدولة. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC