تعيش هيئة الأركان العامة الفرنسية حالة من القلق والترقب نتيجة تصعيد الصراع على الجبهة الروسية الأوكرانية وفي الشرق الأوسط فضلا عن تفاقم التهديد النووي.
وقال تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الجنرالات الفرنسيين يحذرون من "تحول استراتيجي لا رجعة فيه" ويتحدثون عن "حالة من عدم اليقين" يعيشها العالم.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال برونو باراتز، رئيس القيادة القتالية المستقبلية، التي تتمثل مهمتها في إعداد الجيش لصراعات المستقبل، قوله "لقد وقع العالم في حالة من عدم اليقين، لقد اختفى العالم الذي نعرفه من قبل" وفق تعبيره.
وقال رئيس أركان جيش البر الفرنسي الجنرال بيير شيل إن "العالم الذي شكلناه بعد نهاية الحرب الباردة يتعثر"، وفق قوله.
وأضاف أن "عدم استقرار السياق يدفع إلى الجدية"، مطالبا الجيش بالاستعداد لكل السيناريوهات، قائلا "من يدري ماذا سيكون دورنا غداً في الضمانات الأمنية المقدمة لأوكرانيا أو لبنان؟"
لكن الجنرال يعتقد أن تفاقم الأزمات ليس أمرا حتميا، وأضاف: "نحن قادرون على تغيير مسار الأحداث" داعيا إلى "تعزيز القدرات العسكرية الفرنسية والغربية".
ويكرر رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية الجنرال تييري بوركهارد، في كل مداخلاته أن "العالم تغير" وأنّ "الغرب يواجه مشاعر الكراهية" وفق "لوفيغارو".
ويوضح أن "النموذج الغربي مرفوض من قبل جزء كبير من سكان العالم ومتهم بكل الشرور: الاستعمار، والاحتباس الحراري، والإمبريالية العسكرية"، مضيفا أن "الأزمات والحروب تتشابك وتهدد بجر أوروبا إلى دوامة: أوكرانيا والشرق الأوسط ولكن أيضا أفريقيا حيث لا يزال المتشددون يوسعون نفوذهم، قبل أن يتفاقم الوضع في منطقة المحيط الهادئ الهندي".
ويعتبر بوركهارد أنّ "جميع مناطق الأزمات هذه لها خصائصها الخاصة، وليس من المؤكد أنه ينبغي إعطاء الأولوية لأحدها على الآخر، ومن الضروري إدارة كل هذه المسارح، التي تعتبر ساخنة إلى حد ما، والتي تشارك فيها فرنسا بشكل أو بآخر، ويتطلب هذا الوضع العمل ورؤية عالمية، وقبل كل شيء، العمل بطريقة منسقة للغاية مع شركائنا" وفق تقديره.
