ذكرت مجلة "إكسبريس" أن القوات البرية الفرنسية بدأت تتدرب على هدف جديد وهو القدرة على استهداف العدو في عمقه، فمنذ الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، خضع الجيش لعملية إصلاح ركزت بشكل أساسي على تعزيز الدفاع عن القارة الأوروبية.
وأشارت الصحيفة إلى عدو يُدعى "ميركوري" يمتلك جميع خصائص الجيش الروسي، يتمركز في الربع الشمالي الشرقي من فرنسا، ومصمم على تعزيز الفرق التي تقاتل ضد الجنود الفرنسيين وحلفائهم من الناتو، وهو بصدد إرسال قوات مدرعة جديدة.
وفي مبنى كبير ذي جدران بالية، يسعى عشرات الجنود الفرنسيين وأعينهم مثبتة على شاشاتهم، لمنعهم من الوصول إلى الجبهة، وللقيام بذلك، يجب عليهم تحييد الدفاعات الجوية المعادية، وخاصةً بطاريات الصواريخ الأرض-جو "بوك" السوفيتية التصميم، واستخدام جميع الوسائل المتاحة لتدمير هذه التعزيزات.
وأوضحت المجلة أن هذه المهمة هي واحدة من السيناريوهات التي يتم محاكاتها، في إطار تمرين "ديودور 25"، الذي ينظمه كيان جديد في الجيش الفرنسي، وهو "قيادة العمليات المتعمقة والاستخبارات"، حيث يقع "مركز القيادة" لهذا التمرين في معسكر سوبيه الذي زارته المجلة في 17 مارس الماضي.
وفي هذا التمرين المثير للإعجاب، يتواجه 60 ألف جندي والهدف منه هو التحضير لحروب المستقبل واكتساب ردود الفعل المناسبة عندما تشارك القوات البرية الفرنسية في حرب واسعة النطاق.
وفي السابق، كانت القوات البرية مهيكلة للقيام بعمليات عسكرية ضد خصوم أقل تسليحًا، كما كان الحال مؤخرًا في منطقة الساحل الأفريقي ضد الجماعات المتشددة، أما الآن، فقد أعادت تنظيم نفسها لمواجهة خصم متماثل في القدرات مثل روسيا، فيما يسمى بصراع "عالي الضراوة".
وفي هذا السياق، قال رئيس أركان الجيش الفرنسي إن "احتمال الدخول في مواجهة كبيرة ضد عدو قوي أصبح الآن ممكنًا بالنسبة لنا، لذا علينا أن نرفع من قدراتنا".
وأضاف أن "إحدى خصائص هذه المعارك التي تشمل جيوشًا ومعدات ضخمة هي أن جغرافيا ساحة المعركة لم تعد مقتصرة على الجبهة الأمامية، بل يجب أن تكون القوات البرية قادرة على التحرك في عمق الأراضي التي يسيطر عليها العدو" بحسب تعبيره.
ووفقًا للمجلة فإن هذه مهمة جديدة تمامًا، فحتى وقت قريب، كانت هذه المهمة تتحملها، في المقام الأول، القوات الجوية وطائرات "رافال"، ولم يكن "الجنود البرّيون" يُتوقع منهم أن يضربوا أبعد من 50 كيلومترًا (إلا إذا كانت هناك عمليات كوماندوس نادرة ومخاطرة كبيرة).
كما أشارت إلى مشروع آخر يجمع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة والسويد، ويسمى "إلسا" (نهج الضربة الأوروبية بعيدة المدى)، ويهدف إلى تطوير قدرات قادرة على استهداف العدو على مسافة 1000 كيلومتر.