الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
استوقف قرار اختيار رئيس بوروندي إيفاريست ندايشيميي مبعوثا خاصا للاتحاد الأفريقي إلى منطقة الساحل، مراقبين تساءلوا عن معايير التعيين.
وتم تعيين رئيس بوروندي من قبل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جواو لورينسو، وهو أيضا رئيس أنغولا.
وينص التفويض الممنوح له على تكثيف الحوار مع حكومات الساحل من ناحية، ومن جهة أخرى مع الجهات الفاعلة التي قد تكون على خلاف معها في بعض الأحيان، مثل المنظمات الإقليمية وبعض ممثلي المجتمع المدني.
وفي بيانه، استخدم الاتحاد الأفريقي مصطلحاتٍ لوصف الرئيس البوروندي بأنه "خبير" سياسيا و"ملتزم" بالوحدة الأفريقية والتكامل الإقليمي والتعاون القاري. هذه الصفات ساهمت في تعيين نداييشيميي سابقًا في منصب غريب هو "مناصر الاتحاد الأفريقي للشباب والسلام والأمن".
ولعل بُعد بوروندي عن منطقة الساحل يضمن لها استقلالًا أيديولوجيا معينا، إذ إن العديد من الأنظمة المجاورة، مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تربطها علاقات غامضة نوعا ما مع بقية دول غرب أفريقيا.
لكن المفكر البوروندي ديفيد جاكونزي هاجم بشدة قرار الاتحاد الأفريقي لتعيين إيفاريست نداييشيميي والذي قال بشأنه "سيُمثل إساءةً لشعوب منطقة الساحل"، على حد قوله.
ولم يفهم ديفيد جاكونزي في تصريح له "كيف يُمكن لشخصٍ لا يستطيع إحلال السلام في وطنه أن يُصبح رجل سلام في منطقةٍ بعيدة". مؤكدا أن بوروندي بلدٌ مُقسّم وبلدٌ يضم آلاف اللاجئين في الخارج كما تعاني من عدم الاستقرار. متسائلا عن خبرة الرئيس البوروندي في الوساطة؟.
وأضاف المفكر البوروندي أن الصراع في بلاده يختلف عن الصراع في منطقة الساحل، فيما لم ينجح الرئيس الحالي بعد في إعادة اللاجئين البورونديين الموجودين في الخارج. والأهم من ذلك، أن المشكلة في الساحل الأفريقي هي مشكلة أصولية دينية إسلامية. وفي بوروندي تواجه أيضا أصولية، ولكنها أصولية مسيحية استولت على الدولة.
ويعتقد ديفيد جاكونزي أن "الهدف من تعيينه في هذا المنصب هو مساعدة بوروندي على اكتساب هالة دبلوماسية معينة على المستوى الأفريقي، لكنه لن يساعد شعوب منطقة الساحل، إذ تحتاج إلى وسيط قادر على توفير الدعم الدبلوماسي الدولي".
ويأتي هذا التعيين ضمن استراتيجية أوسع يسعى من خلالها الرئيس الأنجولي إلى تعزيز التقارب مع دول الساحل، والتي تم تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي على خلفية الانقلابات العسكرية الأخيرة، في وقت تواجه فيه هذه البلدان أزمات أمنية متصاعدة بسبب تزايد نشاط الجماعات المسلحة.
وفي إطار هذه الجهود، أجرى الرئيس لورينسو اتصالاً هاتفياً مع الجنرال عبد الرحمن تياني رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر، وذلك وفقاً لما أعلنته الرئاسة الأنجولية.
وسبق هذا الاتصال زيارة قام بها وزير الخارجية الأنجولي تيتي أنطونيو، المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي، إلى عواصم دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر خلال يونيو 2025، حيث وصف الوضع الأمني في المنطقة بأنه "حالة طوارئ قارية حقيقية" تتطلب تضافر الجهود الأفريقية لمواجهة الإرهاب.
وفي سياق متصل، يعزز الاتحاد الأفريقي جهوده الدبلوماسية في المنطقة من خلال تعيين مامادو تانجارا ممثلاً خاصاً لمفوضية الاتحاد الأفريقي في مالي ومنطقة الساحل، حيث سيتخذ من باماكو مقرا له، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار مع حكومات المنطقة.