اتفق خبراء على ضرورة تحقيق توازن بين الأمن والتنمية، لنجاح ائتلاف دول الساحل الأفريقي الجديد، معتبرين أن نجاح تحالف الساحل مرهون بتبني رؤية طويلة الأمد تعالج الجذور الحقيقية للأزمات.
ومع الكشف عن شعاره الجديد وشعاره الطموح "فضاء واحد، شعب واحد، مصير واحد"، يثير تحالف الساحل الأفريقي تساؤلات حول مدى قدرته على مواجهة أزمات المنطقة المعقدة. في ظل تحديات أمنية، وسياسية، واقتصادية، يتطلب نجاح التحالف نهجاً شاملاً يعالج جذور الأزمات ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.
ومع تطور المشهد الجيوسياسي، يبرز تساؤل حيوي: هل سيتمكن تحالف الساحل الأفريقي من التكيف مع المتغيرات وتأمين مستقبل مستدام لشعوبه؟
في هذا السياق، نستعرض رؤى خبيرين بارزين حول مستقبل هذا التحالف، من زاويتين مختلفتين.
يقول الباحث الفرنسي جان كلود بوشيه، المتخصص في شؤون الأمن الإقليمي في مركز الدراسات الجيوسياسية بباريس، لـ"إرم نيوز" إن "مستقبل تحالف الساحل يعتمد بشكل أساسي على إرادة الدول الأعضاء في تجاوز خلافاتها الداخلية وتوحيد جهودها ضد التهديدات المشتركة".
وأضاف أن "على الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا، إعادة تقييم استراتيجياتها في المنطقة والتركيز على بناء قدرات محلية دائمة بدلاً من التدخل العسكري المباشر. كذلك، فإن تمكين التحالف من بناء تحالفات اقتصادية مع التكتلات الإقليمية الأخرى قد يكون مفتاح النجاح على المدى الطويل".
من جانبه، أشار الخبير المالي مامادو ديارا، الباحث في معهد الدراسات الأفريقية بباماكو لـ"إرم نيوز"، إلى أن التحالف يواجه تحديًا مزدوجًا: تعزيز الثقة بين شعوب المنطقة وحكوماتها، وتجاوز التدخلات الخارجية التي قد تؤدي إلى تباين المصالح".
وأكد ديارا أن "الشباب الأفريقي يمثل المورد الأهم لدول الساحل، لكن غياب الفرص الاقتصادية يدفعهم نحو التطرف أو الهجرة"، موضحاً أن على التحالف أن يستثمر في التعليم والتنمية الريفية لتحويل المنطقة إلى مركز نمو بدلاً من كونها بؤرة للأزمات".
ورأى ديارا أنه وسط أزمات أمنية وسياسية متصاعدة في منطقة الساحل الأفريقي، تتزايد أهمية التحالفات الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات المشتركة.
وأشار إلى أنه مع تنامي التحديات الاقتصادية والاجتماعية في دول المنطقة، تتجه الأنظار إلى قدرة التحالف على تعزيز التعاون بين أعضائه وتحقيق أهدافه الأمنية والتنموية.
وكشف تحالف دول الساحل الأفريقي (AES) عن شعاره الرسمي يوم 30 ديسمبر، في خطوة وصفها المراقبون بالرمزية والمهمة لتعزيز الوحدة بين الدول الثلاث: مالي، النيجر، وبوركينا فاسو.
ويحمل الشعار صورة شمس برتقالية تمثل دفء منطقة الساحل، وبجانبها شجرة الباوباب التي ترمز إلى الحياة والقوة، وتحت أغصانها تظهر ظلال لأشخاص يعبرون عن تنوع شعوب المنطقة ووحدتهم. أما النجوم الذهبية الثلاث، فهي تمثل الدول الأعضاء في التحالف.
أما الشعار الذي اختاره التحالف، "فضاء واحد، شعب واحد، مصير واحد"، فقد تم تصميمه ليكون شعارًا جامعًا يعكس طموحات التحالف المستقبلية.
ويشهد تحالف الساحل الأفريقي ضغوطًا متزايدة بسبب استمرار التهديدات الإرهابية، وضعف البنى التحتية، والصراعات السياسية التي تهدد استقراره.