قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الهجوم الدموي الذي شنته روسيا على مدينة "سومي" الأوكرانية، قد يجبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على "قلب" موقفه من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، واتخاذ موقف أكثر حزمًا.
وأسفر هجوم روسي بصاروخين بالستيين عن مقتل 34 أوكرانيًّا بينهم طفلان، ليصفه ترامب، وهو على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته إلى العاصمة واشنطن، بأنه "فظيع".
وتابع الرئيس الأمريكي أثناء عودته من جنوب فلوريدا يوم الأحد "أعتقد أن بداية تلك الحرب كانت بمثابة إساءة استخدام للسلطة"، مضيفًا "هذه البلاد لم تكن لتسمح أبدًا بتلك الحرب أن تبدأ لو كنت أنا الرئيس. هذه الحرب عار".
ورأت "الغارديان" أن "التفكير في هجوم نهاري على مركز المدينة، مع العلم التام بوجود مدنيين، يعكس ثقافة الإفلات من العقاب الروسية التي سُمح لها بالاستمرار دون أي اعتراض فعال".
وتستغرب الصحيفة البريطانية نهج واشنطن، في عهد ترامب، والمتمثل في محاولة التفاوض على إنهاء الحرب من خلال التحدث مباشرة مع موسكو، مع التزام الصمت في الغالب بشأن الهجمات الروسية على المدنيين.
وفي كييف، يأمل الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن يدرك ترامب تدريجيًّا أن بوتين لا يتفاوض بحسن نية، فمن المؤكد أن الهجوم على مركز سومي لا يشير إلى رغبة قوية في السلام، بحسب تقدير "الغارديان".
وتابعت الصحيفة "لكن من غير الواضح متى، إن وُجدت، سيكون البيت الأبيض مستعدًا لاستنتاج أن قتل المدنيين يعني ضرورة ممارسة ضغط حقيقي على روسيا للتفاوض بدلًا من تساهل الكرملين".
وتستمر المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا دون هوادة خلال الشهرين الماضيين، في وقت يبدو فيه أن الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية قد تصاعدت.
وقُتل تسعة بالغين وتسعة أطفال عندما أصاب صاروخ بالستي روسي محمل بقنابل عنقودية ملعبًا للأطفال في كريفي ريه نهاية الأسبوع الماضي.
وتذهب "الغارديان" إلى أن موسكو "تتصرف وفق اعتقادها بأنها قادرة على الإفلات من العقاب".
وتابعت الصحيفة البريطانية "سيتجاهل الكرملين إدانة القادة الأوروبيين وينتظر انتهاء دورة الأخبار، ومن شبه المؤكد أنه سيواصل مهاجمة المدن الأوكرانية دون جدوى عسكرية تُذكر".
وأضافت "لا يقتصر الأمر على شيوع هجمات الطائرات دون طيار، بل هناك مخاوف الآن من أنها تُسلح بشكل روتيني بالذخائر العنقودية، بينما يُضاف صاروخ أو صاروخان بالستيان يصعب اعتراضهما يوميًّا تقريبًا إلى هذا المزيج القاتل".
