"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
فرض الإعلان الأوروبي بتقديم مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا، مزيداً من التعقيد على مشهد الحرب هناك.
وكشفت كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، عن التزام الدول الأعضاء بتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 23 مليار يورو خلال عام 2025، وهو رقم قياسي جديد يؤكد أن ساحة المعركة لا تزال أولوية على طاولة التفاوض.
ورغم هذا الدعم المتزايد، أشارت كالاس إلى أن روسيا لا تُظهر أي بوادر جدية للسلام، وأن هناك حاجة لمزيد من الجهود الأوروبية لدعم أوكرانيا من خلال استمرار تدفق التعهدات يومياً.
وأشار خبراء إلى أن الدعم الأوروبي المتواصل لأوكرانيا يمثل خياراً إستراتيجياً لا بديل عنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي، كونه مرتبطاً، بشكل مباشر، بأمن واستقرار القارة، وليس مجرد موقف تضامني مع كييف.
وأكد إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، أن استمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا يُعد ركيزة أساسية في إستراتيجية الاتحاد الأوروبي، وأن أي حوار بين أوكرانيا وروسيا، سواء تم برعاية أمريكية أو غيرها، لن يؤدي إلى حل جذري للصراع.
وأوضح كابان، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن موسكو تدخل أي مفاوضات مع كييف بشروط واضحة، أبرزها بقاء أوكرانيا ضمن دائرة نفوذها، ومنع انضمامها إلى «الناتو»، إلى جانب الإصرار على امتلاك تأثير مباشر في صناعة القرار السياسي الأوكراني.
وأشار إلى أن هذه الشروط ترفضها أوروبا بشكل قاطع، ما يجعل استمرار الدعم الغربي حاسماً لوقف التمدد الروسي.
وشدد كابان على أن أهمية أوكرانيا لا تقتصر على حدودها الجغرافية، بل تتعلق بموقعها كمحطة فاصلة في أمن القارة الأوروبية؛ حيث يُعد تركها عرضة للنفوذ الروسي تهديداً مباشراً لدول شرق أوروبا، التي قد تصبح الهدف التالي لموسكو، مؤكداً أن خسارة أوكرانيا ستكون بمثابة "كارثة إستراتيجية" على أوروبا.
وأضاف أن الحرب تسببت بالفعل في أزمات اقتصادية كبرى داخل دول الاتحاد، من ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام، إلى اضطرابات الأسواق، إلا أن هذه الأثمان تظل، من وجهة نظر الأوروبيين، أقل كلفة من ترك روسيا تفرض هيمنتها على شرق أوروبا.
وأشار مدير الشبكة الجيوستراتيجية للدراسات، إلى أن أوروبا عازمة على استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، حتى في ظل محاولات واشنطن إعادة صياغة أدوارها، وتقليل تدخلها المباشر.
وبين أن "أوروبا أثبتت، منذ عهد إدارة ترامب، قدرتها على مقاومة الضغوط الروسية، ولن تتراجع عن دعم أوكرانيا تحت أي ظرف".
وختم كابان حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي يمتلك من الموارد والقدرات ما يكفي لمواصلة المواجهة، وأن الدعم الموجه لكييف مرشح للازدياد، طالما بقيت روسيا تتعامل مع أوكرانيا كأنها جزء من أراضيها.
وفي السياق ذاته، قال د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن دولاً أوروبية كبرى، على رأسها ألمانيا وبريطانيا، تواصل تقديم مساعدات عسكرية نوعية إلى أوكرانيا، لافتاً إلى أن لندن وحدها خصصت، مؤخراً، نحو 450 مليون جنيه إسترليني لدعم كييف.
وأوضح رشوان، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة ربما تعمدت تخفيف حضورها المباشر في ملف الدعم العسكري لأوكرانيا، لتمنح الأوروبيين فرصة تحمل العبء الأكبر، خاصة مع إدراك واشنطن أن استمرار التورط الأمريكي ـ الأوروبي المشترك في هذه الحرب يمثل تحدياً صعباً على المدى الطويل.
وأشار إلى أن استمرار تدفق المساعدات الأوروبية يُعد أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على توازن القوى، كاشفاً عن مناقشات داخل أروقة بعض العواصم الغربية حول احتمال إرسال قوات أوروبية إلى غرب أوكرانيا لمعادلة التواجد الروسي المكثف في الشرق، وهو مقترح طرحته كل من بريطانيا وفرنسا.
وأضاف المحلل السياسي، أن واشنطن، رغم تقليص حجم المساعدات العسكرية، لم تتوقف عن دعم كييف في مجالات أخرى، خاصة في الجوانب الاستخباراتية، التي وصفها بأنها «الركيزة الأهم في الوقت الراهن».
وحول فرص إنهاء الحرب، رأى الخبير في الشؤون الروسية، أن اتفاق وقف إطلاق نار حقيقي قد يكون مدخلاً لإنهاء الصراع.
لكنه أشار في المقابل إلى أن موسكو لا تزال تفضل إطالة أمد الحرب، في محاولة لإرباك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودفعه نحو تقليص العقوبات أو إعادة النظر فيها مع اقتراب الاستحقاقات السياسية المقبلة.
واختتم رشوان تصريحاته بالتأكيد على أن واشنطن، حتى اللحظة، لا تُظهر أي بوادر نحو رفع العقوبات المفروضة على موسكو، باستثناء احتمالات محدودة لعودة الاتصالات الدبلوماسية، وفق ما ألمحت إليه المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مؤخراً.