logo
العالم

خبراء: عودة شبح "الحرب الباردة" بعد طرح خطة برلين في أوكرانيا

خبراء: عودة  شبح "الحرب الباردة" بعد طرح خطة برلين في أوكرانيا
قوات روسيةالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
13 أبريل 2025، 11:24 ص

في الوقت الذي تدخل فيه الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، طرحت الولايات المتحدة، عبر أحد مبعوثيها، تصورًا جديدًا لحل النزاع، يستلهم نموذج تقسيم النفوذ الذي شهدته العاصمة الألمانية برلين عقب الحرب العالمية الثانية.

وبحسب التقارير، تقترح الخطة التي حملها المبعوث كيث كيلوغ وقفًا فوريًا لإطلاق النار، يعقبه تثبيت خطوط التماس بين القوات الأوكرانية والروسية، مع إنشاء منطقة منزوعة السلاح تخضع لرقابة دولية صارمة.

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون في سومي

تصعيد روسي في سومي.. ما سيناريوهات المعارك شمال شرق أوكرانيا؟

وتهدف الخطة، وفقًا للتسريبات، إلى تجميد الوضع العسكري على الأرض ومنع أي تقدم جديد من الجانبين، تمهيدًا لمفاوضات سياسية تبحث مصير الأقاليم المتنازع عليها، وإعادة الإعمار، وترتيبات الأمن الإقليمي.

وفي توضيح لاحق، نفى كيلوغ أن يكون قد دعا صراحة إلى تقسيم أوكرانيا، موضحًا أن فكرته تتمحور حول إنشاء "قوة استقرار" تشرف على وقف إطلاق النار، وتضمن أمن أوكرانيا، مع ترك مهمة الفصل بين القوات لتحالف أوسع لا تشارك فيه الولايات المتحدة مباشرة، في محاولة لطمأنة موسكو.

ورغم هذا التوضيح، قوبل المقترح بتشكيك واسع في كييف، حيث تؤكد القيادة الأوكرانية تمسكها بوحدة أراضي البلاد، وترفض أي حلول تكرّس ما تصفه بـ"الاحتلال الروسي" لشرق أوكرانيا.

من جهتها، أبدت موسكو تحفظًا واضحًا، إذ أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بلاده القاطع لأي وجود عسكري غربي على الأراضي الأوكرانية، حتى تحت غطاء قوات حفظ سلام، مع تمسكها باعتراف رسمي بسيادتها على الأقاليم الأربعة التي ضمتها في خريف 2022، إلى جانب ضمان حياد أوكرانيا ومنع انضمامها إلى حلف الناتو.

ويعكس هذا التباعد في المواقف بين موسكو وكييف صعوبة تنفيذ مقترح كيلوغ، في ظل غياب إشارات جدية من الجانبين لتقديم تنازلات مؤلمة، ما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد أو استمرار الجمود العسكري، بانتظار تحركات دبلوماسية جديدة قد تطلقها واشنطن أو العواصم الأوروبية خلال الأشهر المقبلة.

يرى خبراء أن الحرب في أوكرانيا تقترب من نهايتها، بعد أن أصبح من الواضح استحالة إضعاف روسيا، ما يُنذر بإمكانية حدوث تقسيم جغرافي بين مناطق موالية للغرب وأخرى خاضعة للنفوذ الروسي، ربما باستخدام نهر "دنيبرو" كخط فاصل.

وفي تصريحات لـ"إرم نيوز"، أشار الخبراء إلى أن غياب خطة واضحة للحل يدفع وسائل الإعلام إلى التكهن بسيناريوهات متعددة، مستندة في أحيان كثيرة إلى تصريحات يتم تفسيرها خارج سياقها، مما يسهم في تضليل الرأي العام.

وأوضحوا أن فكرة نشر قوات حفظ سلام دولية لا تزال قيد النقاش، لكنها تصطدم برفض روسي قاطع لأي وجود عسكري لحلف الناتو، يقابله رفض أوكراني لمقترحات موسكو بإرسال قوات من حلفائها، ما يجعل كل السيناريوهات المطروحة حبيسة الجدل السياسي حتى الآن.

انقسام محتمل

من جانبه، قال إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، إن الاهتمام العالمي بالحرب يدفع وسائل الإعلام الكبرى إلى طرح سيناريوهات متعددة بشأن مستقبل الأزمة.

وأشار يواس إلى أن صحيفة "ذا تايمز" البريطانية نشرت مؤخرًا تقريرًا نسب إلى كيلوغ تصريحات تلمّح إلى خطة لتقسيم أوكرانيا على غرار برلين ما بعد الحرب، لكن الأخير سارع إلى نفي ذلك، موضحًا أن ما تحدّث عنه هو "قوة استقرار" لدعم السيادة الأوكرانية بعد وقف النار، وليس خطة تقسيم.

أخبار ذات علاقة

صورة نشرها زيلينسكي

زيلينسكي: "عشرات القتلى والجرحى" إثر هجوم روسي بصاروخ بالستي

ولفت يواس إلى أن الصحيفة ذاتها سبق أن نشرت في سبتمبر 2024 ما زعمت أنها "خطة نصر" للرئيس الأوكراني زيلينسكي، قبل أن تنفي كييف صحة التقرير، وتؤكد أن الصحفيين لم يطّلعوا على الخطة الحقيقية.

وفي ما يتعلق بنشر قوات حفظ السلام، أكد يواس أن الفكرة ما زالت مطروحة للنقاش وتشمل دولاً مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا، لكنها تواجه عقبة الرفض الروسي لأي وجود للناتو في أوكرانيا، في حين ترفض كييف مقترحات روسيا بإرسال قوات من دول حليفة لها، ما يجعل الحل بعيد المنال.

حرب بالوكالة

بدوره، اعتبر الدكتور محمود الأفندي، الخبير في الشؤون الروسية، أن ما يحدث في أوكرانيا هو حرب بالوكالة بين واشنطن وموسكو، مشيرًا إلى أنها تقترب من مراحلها الأخيرة بعد فشل الولايات المتحدة في تحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في إضعاف روسيا.

وأوضح الأفندي أن موسكو تمكنت من إحراز تقدم واضح، رغم حصول كييف على دعم عسكري غير مسبوق من أكثر من 50 دولة، دون أن يسفر ذلك عن نتائج حاسمة.

وتوقع الأفندي سيناريو شبيهًا بما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، بتقسيم أوكرانيا بين مناطق تحت النفوذ الروسي وأخرى تحت النفوذ الغربي، وربما استخدام نهر دنيبرو كـ"حائط كييف"، مع احتمالية جعل مناطق مثل تشيرنوبيل منطقة محايدة.

نهاية الصراع.. بشروط

ورجّح الأفندي أن تؤدي هذه التطورات إلى اتفاقيات جديدة تنهي الحرب، بعد أن أدركت واشنطن أن الحسم العسكري غير ممكن، إلا إذا قررت الدخول في مواجهة مباشرة مع موسكو، وهو خيار لا يخدم أي طرف.

وأشار إلى احتمال إعادة ترسيم حدود الناتو لما قبل 1997، بما قد يدفع دولاً مثل بولندا ودول البلطيق ورومانيا إلى الخروج من الحلف، لافتًا إلى أن واشنطن قد تسعى إلى تأسيس تحالف عسكري جديد يضم دولاً قادرة على تحمّل الأعباء.

وختم الأفندي بالإشارة إلى أن التوصل إلى سلام طويل الأمد قد يتطلب تنازلات متبادلة، مثل تقليص الدعم الروسي لحلفائها في آسيا، لافتًا إلى دلالات تصريحات لافروف الأخيرة التي توحي بإدراك موسكو وواشنطن للحاجة إلى حل دبلوماسي ينهي الصراع ويعيد رسم المشهد الأمني في أوروبا.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC