تباينت آراء الخبراء حول تصنيف حزب "البديل من أجل ألمانيا"، على أنه "طابور خامس" في ظل تقاربه مع روسيا رغم توتر العلاقات بين البلدين.
ورأى خبراء أن تعاون "البديل" مع روسيا يأخذ في شكله ومضمونه العمل ضد سياسات الدولة، فيما ذهب آخرون للاعتقاد بأن ذلك يقع ضمن الاختلاف السياسي مع الأحزاب الحاكمة.
وكانت محكمة ألمانية، أعلنت أن وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية ستعلق مؤقتاً تصنيف حزب "البديل" جماعة "يمينية متطرفة".
وينتظر البت بالاستئناف الذي تقدم به الحزب ضد القرار الذي خرج من الوكالة الأسبوع الماضي، ويتهم"البديل" بالسعي لتقويض الديمقراطية في البلاد، ووضعه تحت المراقبة.
وتزامن ذلك مع ما تردد، مؤخراً، من مخاوف من تحول نواب منتمين لـ"البديل" إلى "جواسيس" ينقلون معلومات إلى روسيا في حال انضمام أعضاء من الحزب لتشكيل لجنة الاستخبارات بالبرلمان الألماني.
وقال الباحث المختص في الشأن الألماني إبراهيم مراد، إن "البديل في الحقيقة مقرب من الحكومة الروسية ومتهم أيضاً بالتعاون والعمل من أجل روسيا في أوروبا وألمانيا على وجه الخصوص، ولكن من الصعب أن يتم وضع تلك الصورة في سياق ما يسمى بطابور خامس".
وأضاف مراد لـ"إرم نيوز"، أن "تقارب الحزب من روسيا يعد ضد النظام السياسي في ألمانيا والأحزاب المختلف معها وليس ضد الدولة، لذلك هذا التصنيف غير دقيق".
ورأى أن "الحزب يتشارك مع الروس في بعض الأجندات والقضايا فيما يتعلق بالعرق الصافي أي التطرف العرقي، وثانياً لدى الحزب رد فعل على الدعم الذي تقدمه الحكومة الألمانية لأوكرانيا".
بدوره، رأى الخبير في السياسات الأوروبية عاطف زهران، أن "تعاون البديل مع الروس على حساب ألمانيا بشكل علني يأخذ في شكله ومضمونه العمل ضد سياسات الدولة في حالة الحرب".
وقال زهران لـ"إرم نيوز": "حتى لو لم تعلن برلين دخولها الحرب ولكن أمنها وحدودها مهددة من الروس الذين يتعاون معهم هذا الحزب في أشكال علنية وأخرى خفية، وهو ما يجعله يمثل طابوراً خامساً بالفعل".
وتابع أن "اللجان في ألمانيا عندما تضع على جدول أعمالها موضوعات لها علاقة بالحرب الروسية، تنعقد بشكل غير معلن حتى لا يحضر ساسة من البديل، والأمر ذاته ينسحب على الاجتماعات الحكومية أيضاً".
وأضاف زهران، أن "الأحزاب الرئيسة التقليدية التي وجدت خطورة في صعود البديل ووجود تأثير له مجتمعياً وسياسياً في العديد من الولايات الألمانية، تحاول أن تتعامل في هذا الصدد، على أن الحزب أقرب إلى طابور خامس".