حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
العالم

دوامة الحروب تهزم مبادرات "إسكات البنادق" في إفريقيا

دوامة الحروب تهزم مبادرات "إسكات البنادق" في إفريقيا
جنود من بوركينا فاسو خلال دفن ضحايا هجوم إرهابيالمصدر: أ ف ب-أرشيفية
19 أكتوبر 2024، 12:42 م

رغم تعدد المبادرات الرامية إلى وقف إطلاق النار على غرار مبادرة "إسكات البنادق" فإن آلات الحرب لا تتوقف في إفريقيا لتحصد في العديد من الدول الآلاف من الضحايا وتُدخل تلك الدول في دوامة من الفوضى يصعب الخروج منها.

وأُطلِقت مبادرة "إسكات البنادق" في العام 2013، ويتم إحياؤها سنويًا حيث يسعى الاتحاد الأفريقي لاستعادة زخم جهود وقف الحروب، لكنها جهود لم تثمر بعد، حيث تشتعل الأوضاع في دول مثل السودان ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى وغيرها.

ومُدِّد أخيرًا العمل بمبادرة "إسكات البنادق'' إلى العام 2030، وسط غموض يكتنف فرص نجاحها في فرض حلول في الدول التي تشهد حالة من عدم الاستقرار.

لا أدوات للضغط 

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد الحاج عثمان: "بالفعل، تواجه كل المبادرات الرامية لوقف الحروب في القارة الإفريقية الفشل، وهذا يعود لعدة أسباب، أهمها غياب أدوات للضغط على الأطراف المحلية والدولية المتحاربة، وهي أطراف تفلت عادة من العقاب، ما يزيد من تشجيعها على مواصلة ارتكاب جرائم". 

وتابع الحاج عثمان في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "السبب الثاني هو أن أسباب اندلاع الحروب مختلفة، فهناك حركات انفصال وتمرد وهناك تنظيمات إرهابية، وكل هذه التنظيمات تستفيد من التنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا لتعزيز نفوذها، وهو أمر تدركه القوى المتنافسة لكنها تتجاهله".

استنزاف الثروات

وشدد على أنه "في منطقة مثل الساحل الأفريقي ما يهم القوى الدولية هو فقط استنزاف ثرواتها وليس البحث عن حلول ناجعة لوقف الحروب والصراعات، ناهيك بمحاولة بعض تلك القوى تأجيج الصراعات أصلاً لإيجاد نوافذ تتدخل منها في هذه الدول".

وأنهى الحاج عثمان حديثه بالقول إن "كل هذا يجعل من فرص نجاح مبادرة إسكات البنادق أو غيرها في حل الصراعات الإفريقية ضئيلة إن لم نقل منعدمة أصلاً، لكن يبقى الأمل في أن تنجح الجيوش المحلية في التكاتف وإنشاء تحالفات قادرة على إضعاف الجماعات المسلحة ثم إيجاد إستراتيجية ما للحل، مثل جعل بعض عناصرها يستسلمون مقابل عفو أو إدماج عناصر الميليشيات في الجيوش النظامية وهو أمر ممكن وتجرّبه بعض الدول". 

تدفق هائل للسلاح

من جانبه، قال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية عمرو ديالو إن "هناك تدفقا هائلا للأسلحة يحول دون وضع حد للصراعات المتنامية في القارة، لأن هذه الإمدادات سواء من قبل قوى دولية أو من سوق موازية تتيح للأطراف المتحاربة أن تطيل في أمد الصراعات".

وأضاف ديالو في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "عدم عمل هذه المبادرات على تنفيذ العقوبات الدولية وقرارات الحظر الخاصة بمنع تدفق السلاح مثل ما حدث في ليبيا وغيرها يجعل الأطراف المحلية المتقاتلة أكثر قوة وقدرة على الصمود في وجه الخسائر".

وخلص إلى أن "الوضع الصعب أيضا الذي توجد فيه القوات النظامية التي تكبدت خسائر فادحة في السنوات الماضية أيضا يخلق مشكلات في إيجاد الحلول، خاصة أن بعض الأنظمة مثل بوركينافاسو والنيجر ومالي مصممة على الحلول العسكرية وليس الحوار أو عمليات سياسية".

أخبار ذات علاقة

حركات متمردة في مالي

ما الأسباب "الكامنة" لتنامي التنظيمات المتشددة في الساحل الأفريقي؟

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC