أثار تنامي أنشطة التنظيمات المتشددة والحركات المتمردة في الساحل الأفريقي، تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء ذلك، رغم سعي تلك الدول إلى تحقيق نجاحات أمنية ضد التنظيمات المتشددة.
سلطات النيجر، ومالي، وبوركينا فاسو، وهي دول شهدت انقلابات عسكرية مثيرة، تجد نفسها أمام معادلة صعبة في مواجهة التنظيمات المتشددة والجماعات المسلحة، وسط دعوات إلى فتح حوار مع تلك الجماعات، خاصة أن بعض الإستراتيجيات كتجنيد المدنيين في ميليشيات، لم تثبت قدرتها على التصدي لهذه التنظيمات.
وفي هذا الصدد، يرى الخبير العسكري، عمرو ديالو، أن "سلطات هذه الدول في مأزق حقيقي إذ لم تحقق وعودها بإرساء الأمن والاستقرار، ولا تزال الهجمات التي يُنفذها مسلحون يُصنفون كإرهابيين، سواء لأنهم ينتمون لتنظيمات مثل القاعدة وداعش، أو لأنهم محليًا مصنفون هكذا، تحصد مئات الضحايا".
وقال ديالو، لـ"إرم نيوز"، إن "المعادلة الصعبة تكمن في أنه من الصعب حماية المدنيين وشن هجمات قادرة على إضعاف وإنهاك التنظيمات الإرهابية، التي لديها هي الأخرى إستراتيجياتها، سواء في التجنيد أو استيراد الأسلحة أو غير ذلك، ما يزيد من العقبات أمام السلطات".
وأكد أن "من بين تلك الإستراتيجيات، تركيز الخطاب على الفقر المدقع الذي يعاني منه سكان الساحل الأفريقي، وهي نقطة قادرة على استقطاب الآلاف من المقاتلين الذين سئموا وعود الحكومات، والظروف المعيشية الصعبة".
وختم ديالو حديثه بالقول إن "هناك عدة نقاط أخرى، منها إثارة الرعب في صفوف المدنيين من خلال شن هجمات ضدهم، وهو أمر يمكن القول إنه يُضاعف مسؤولية السلطات التي عليها العمل على عدة أصعدة من أجل التصدي للإرهاب، وأهم تلك الأصعدة تأمين الناس لإشعارهم بالاطمئنان وإتاحة المجال أمامهم للتبليغ عند وجود أنشطة مشبوهة، وغيرها".
من جانبه، قال المحلل السياسي، قاسم كايتا، إن "الوضع يزداد صعوبة مع تداخل عدة جماعات مسلحة، فيها المتمرد، وفيها من يتبنّى أفكارًا متشددة، وفيها من ينادي بالانفصال، وهو أمر يزيد الضغوط على الجيوش المحلية في الساحل الأفريقي، خاصة بعد إمدادها بطائرات مُسيرة، وآلات حربية أخرى من قبل شركاء مثل روسيا وتركيا، بعد انسحاب فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف كايتا، لـ"إرم نيوز"، أن "هناك التقاء مصالح بالنسبة للجماعات المسلحة، فهي مجتمعة تهدف إلى استنزاف الجيوش المحلية، ونجحت بذلك إلى حد الآن، حيث أنهكت تلك الجيوش، خاصة في بوركينا فاسو ومالي".
وشدد على أن "هناك مساحات شاسعة في هاتين الدولتين خارجة عن السيطرة، وهو أمر يسلط الضوء على المتاعب التي تعاني منها الجيوش المحلية".