قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية، المقررة في 12 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لا تزال الحملة الانتخابية في الكاميرون مشلولة في المناطق الناطقة بالإنجليزية في الشمال الغربي والجنوب الغربي.
ويطلق الانفصاليون، شعارات "مدن الأشباح" طيلة أيام الأسبوع باستثناء السبت والأحد، إذ تسيطر أجواء من الخوف مع إغلاق المدارس، وتباطؤ النشاط الاقتصادي، بينما تهدد بعض الجماعات المسلحة بتمديد هذه المقاطعة حتى يوم الانتخابات.
وتعيش المناطق الناطقة بالإنجليزية منذُ عام 2017 تحت وطأة عنف الانفصاليين والقمع العسكري، ومع اقتراب موعد الاقتراع، يبدو أن التعبئة الانتخابية تُمثل قضية سياسية ورمزية رئيسية، إما السماح لهذه الفئات بالمشاركة في الانتخابات الوطنية رغم انعدام الأمن، أو استبعادها فعليًا من عملية ستُقرر مستقبل البلاد.
هذا الوعد قطعه كابرال ليبي، الرئيس الوطني لحزب المصالحة الوطنية الكاميروني والمرشح في الانتخابات الرئاسية، عندما قال في بامديندا، الواقعة في منطقة شمال غرب البلاد، إن حكومته "ستتولى إدارة المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية حتى استعادة السلام بشكل كامل هناك".
وخلال هذه الرحلة، أصرّ كابرال ليبي على أن حل الأزمة لا يمكن أن يكون عسكريًا، إذ قال: "أنا مقتنع بأن حل الأزمة الناطقة بالإنجليزية ليس عسكريًا".
وتظل قدرة باقي المرشحين على التحرك بحرية في منطقتي الشمال الغربي والجنوب الغربي محفوفة بالمخاطر.
وعلى مدى أشهر، تصاعدت أعمال العنف في المدن الكبرى، مع وقوع اشتباكات يومية بين الجيش والمقاتلين الانفصاليين المعارضين للانتخابات.
وقلّل حاكم منطقة الشمال الغربي، أدولف ليلي لافريك، من شأن هذه التوترات، التي وصفها بأنها "أعمال معزولة" تقتصر على بعض المناطق.
وأضاف، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، الخميس، بأنه "تم اتخاذ جميع الإجراءات لتأمين العملية الانتخابية. ويتعين على المرشحين الإعلان عن برامج حملاتهم مسبقًا حتى تتمكن السلطات من دعمهم بإجراءات أمنية".
أما مرشح الجبهة الديمقراطية الاجتماعية، جوشوا أوسيه، في الانتخابات الرئاسية، فيعد في مواجهة الأزمة باتخاذ إجراءات فعّالة منذُ يومه الأول في منصبه.
وقال: "نقترح أن ننهي العنف في الشمال الغربي والجنوب الغربي خلال 100 يوم"، مشددًا على معرفته الواسعة بالمنطقة وتاريخ "المتمردين".
وأكد ضرورة فصل العنف عن المشكلة السياسية، وخلق مناخ من الثقة، مقترحًا إطلاق سراح السجناء المرتبطين بالأزمة، ممن لم يرتكبوا جرائم عنف.
من جهته، نظم حزب الحركة الديمقراطية الشعبية الكاميرونية الحاكم تجمعا جماهيريا في مركز مؤتمرات بامديندا، وهو موقع رمزي للحزب.
ودعا فيلمون يانغ، رئيس الوزراء السابق ومدير حملة الرئيس المنتهية ولايته بول بيا، إلى التصويت لاختيار رئيس الدولة بناءً على "خبرته"، وهي حجةٌ لطالما طرحها الحزب الحاكم. وقال أمام الحضور: "علينا اختيار الاستقرار والاستمرارية".
ويسعى المجتمع المدني إلى إنقاذ نسبة المشاركة في الانتخابات، ويدعو آية أبين، رئيس مؤسسة "آية"، السلطات والجماعات المسلحة إلى السماح للمواطنين الناطقين باللغة الإنجليزية بالتصويت، معتبرًا أن حرمان هذه المناطق من حقها في التصويت سيُشكل "خطأً سياسيًا فادحًا" وسيُعزز تهميشها.