تصاعدت التحذيرات من "انقلاب سياسي" داخل حزب رئيس الكاميرون، بول بيا، الذي يسعى إلى ولاية ثامنة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 12 أكتوبر / تشرين الأول المقبل.
وكشف موقع "أفريكا ريبورت" أن "مذكرتين سريتين تم توجيههما إلى رئيس الكاميرون قبل أيام، حذرتا من انقلاب سياسي داخل حزب التجمع الديمقراطي الشعبي (حزب بيا)، ومن احتمال أن يقود ذلك إلى خسارة الانتخابات الرئاسية المرتقبة".
وبحسب "أفريكا ريبورت"، فإن "المذكرة الأولى التي وصفت بالعاجلة، أشارت إلى الخلافات الداخلية المتنامية في الحزب، خاصة بعد انشقاق ليون ثيلير أونانا، وطعنه في شرعية قيادة بيا للحزب"، مشيرًا إلى أن "المذكرة دعت إلى عقد مؤتمر لتسوية الوضع القانوني داخل الحزب".
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، على الأمر بالقول: "الواضح أن بالفعل هناك تحركات داخل حزب التجمع الديمقراطي الشعبي من أجل إطاحة بيا من قيادته، وهذا الأمر إذا نجح سيؤدي إلى إضعاف بيا، وأيضًا حظوظه في الفوز بولاية رئاسية ثامنة".
وأضاف إدريس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "المعارضة في الكاميرون تتابع عن كثب هذه التطورات، وستسعى بكل تأكيد إلى استغلال هذه الخلافات من أجل إطاحة بيا في الانتخابات الرئاسية، ولا سيما إذا توافقت على مرشح مشترك".
وأكد أنه "رغم ذلك، لا يزال بيا قادرًا على الاستمرار، ولا سيما في ظل تعزيز قبضته مؤخرًا على أجهزة الدولة، ما يجعل تلك الأجهزة في خدمة حملته الدعائية للفوز بولاية ثامنة".
أما المذكرة الاستخبارية الثانية، فنبهت من أن معسكر الرئيس بيا متقارب مع معسكر المعارضة بعد قيامها بمحاكاة للانتخابات شبيهة بانتخابات العام 2018، وفق الموقع.
وكشفت المذكرة أن الرئيس سيحصل على 1.77 مليون صوت في الانتخابات، فيما سيحصل مرشح المعارضة على 1.72 مليون صوت.
وسجّل أكثر من 8 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، في بلد يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة.
واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد الحاج عثمان، أن "هذه التطورات تكشف عن أزمة شرعية داخل حزب التجمع الديمقراطي الشعبي، الذي يبدو أن بقاءه في الحكم لنحو 41 عامًا قد أضعفه وجعله في مواجهة انقسامات حادة خاصة بسبب استمرار قيادة بيا له".
وأضاف الحاج عثمان، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "إلى حد الآن، هناك تشرذم وانقسام صلب بين قوى المعارضة في الكاميرون، لكن إذا اقتنصت هذه الفرصة، ووقفت خلف مرشح وحيد، فإن ذلك قد يقود إلى هزيمة بول بيا وتدشين عهد جديد في البلاد".
ورأى أن "هذا هدف ممكن، رغم أن بيا يحكم بقية مؤسسات الكاميرون بقبضة من حديد".