logo
العالم

بعد "الخميس الأحمر".. عصابات المكسيك تعيد رسم خريطة المخدرات والجريمة

بعد "الخميس الأحمر".. عصابات المكسيك تعيد رسم خريطة المخدرات والجريمة
ضابط شرطة مكسيكي في سيوداد خواريزالمصدر: (أ ف ب)
09 أغسطس 2025، 6:26 م

عاد شبح العنف ليخيّم مجددًا على مدينة "سيوداد خواريز" المكسيكية، حيث ارتبطت موجة جديدة من جرائم القتل بصراع محتدم على سوق "الميثامفيتامين"، ما كشف هشاشة التوازن الذي تحقق بعد سنوات من الصراع بين "الكارتلات".

وفقًا لموقع "إنفوباي" الإخباري، شهدت المدينة، في يوليو/تموز الماضي، سلسلة حوادث دموية، بدأت، صباحًا، بالعثور على رجل مقيد ومصاب بطلق ناري، لتتصاعد حصيلة القتلى، خلال يومين، إلى 22 ضحية في واقعة أطلقت عليها السلطات اسم "الخميس الأحمر".

أخبار ذات علاقة

المكسيك.. سجن يتحول لساحة حرب

"تمرّد دموي".. سجن يتحول إلى ساحة حرب في المكسيك

صراع أسواق المخدرات

وبحسب تحقيق نشره موقع "إنسايت كرايم"، تتنافس جماعات إجرامية على السيطرة على أسواق المخدرات المحلية، خاصة "الميثامفيتامين"، وسط اتفاق بين المسؤولين والمراقبين على أن موجة العنف الأخيرة تعكس صراعًا على مناطق إستراتيجية للبيع والتوزيع.

وبرز في هذا السياق تنظيم "لا لينيا"، الجناح المسلح السابق لعصابة خواريز، كقوة مهيمنة، مزاحمًا منظمته الأم وحليفًا لجماعة "باريو أزتيكا"، في إعادة تشكيل ديناميات العنف والتهريب على الحدود الشمالية للمكسيك.

وتشير تقارير إلى أن "لا لينيا" تسعى للحد من انتشار الميثامفيتامين لأسباب 3 رئيسة: أولها عدم امتلاكها منفذًا مباشرًا للإمدادات، ثانيها اعتقادها أن المخدر يجذب السلطات، ويزيد الاضطرابات الاجتماعية، وثالثها ضرره السريع بقاعدة المستهلكين مقارنة بمخدرات مثل الهيروين.

ورغم السماح بتداول الهيروين والكوكايين والماريغوانا في مناطق نفوذها، تمنع "لا لينيا" تداول الميثامفيتامين، ما يضعها في مواجهة مباشرة مع كارتل "سينالوا" وحلفائه المحليين "أرتيستاس أسيسينوس" في الجنوب، حيث تتركز معظم جرائم القتل الأخيرة.

ذروة دموية

وأشار الموقع إلى أن خواريز شهدت، بين 2008 و2011، ذروة دموية بلغت أكثر من 10 آلاف جريمة قتل، ما جعلها تُلقب بـ"عاصمة القتل في العالم".

وبحلول 2013، انخفض العنف إلى خُمس مستواه في العام 2010، بعد تفوق كارتل سينالوا، لكن هذا الاستقرار كان مؤقتًا، إذ عادت معدلات القتل للارتفاع منتصف العقد، وإن لم تبلغ ذروة 2010.

وتحولت خواريز، في السنوات الأخيرة، إلى ممر رئيس لتهريب المهاجرين نحو الولايات المتحدة، وهو نشاط يُدر أرباحًا طائلة بمخاطر أقل مقارنة بالمخدرات.

وقادت عصابة "لوس ميكسيكليس" هذا المجال، مستفيدة من نفوذها داخل السجون، قبل أن تستقل عن كارتل "سينالوا"، العام 2020، بقيادة "إل نيتو".

فوضى وشغب

وتشير التقديرات إلى أن العوائد الشهرية من هذا النشاط بلغت 100 مليون دولار، مع استخدام القُصّر كمهربين لتفادي الملاحقة القضائية.

ولكن المواجهات مع السلطات بلغت ذروتها، في أغسطس/آب 2022، بأعمال شغب دموية، تلتها عملية هروب جماعي مطلع 2023، انتهت بمقتل "إل نيتو".

وفي خضم هذه الفوضى، برزت جماعة "لا إمبريسا" الغامضة، التي اختلفت الروايات حول أصلها؛ بين من يربطها بحي "أزتيكا" ومن يصفها كمنشقة عن "لا لينيا"؛ بقيادة "جيراردو سانتانا" الملقب بـ"300"، سيطرت الجماعة على مناطق تهريب المهاجرين، وتحالفت، أحيانًا، مع "الميكسيكليس" ضد "أرتيستاس أسيسينوس".

أخبار ذات علاقة

مقابر سرية في المكسيك

العثور على 32 جثة بمقابر سرية في المكسيك (صور)

طرق جديدة

ورغم تراجع تدفق المهاجرين في رئاسة دونالد ترامب، واصلت "لا إمبريسا" نشاطها في الاختطاف، قبل أن تعود للتركيز على المخدرات، مستهدفة ممرات تهريب دولية.

امتد الصراع إلى خارج خواريز، إذ شهدت منطقة "أوجيناغا" الحدودية سلسلة جرائم قتل في سبتمبر 2024، مع مؤشرات على دخول أطراف من ولايات أخرى مثل "دورانغو".

وعادت الخصومات التقليدية للظهور، بين "لا لينيا" – التي أعادت تقديم نفسها باسم "كارتل خواريز الجديد" – وبين "لوس كابريرا" المرتبطة بعشيرة "كابريرا سارابيا".

وبحسب وزير أمن ولاية "تشيهواهوا"، فإن الهدف هو فتح طرق جديدة لتهريب المخدرات والمهاجرين عبر "أوجيناغا"، ما يجعل تجارة البشر والمخدرات جزءًا من نزاع آخذ في التفتت والتصاعد العنيف.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC