مع تشديد الضغط على أذرع إيران في سوريا ولبنان، ومع اختناق ممرات التهريب التقليدية هناك.. تتجه الأنظار جنوبًا، نحو اليمن، حيث يبدو أن ميليشيا الحوثي تستعد للعب دور جديد في منظومة التهريب الإقليمي.
في ظل تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، تتصاعد المؤشرات على أن اليمن أصبح البديل اللوجستي الجديد، خاصة مع استقرار نسبي يفرضه الحوثيون على الأرض…
استقرارٌ مكّنهم من تجاوز دورهم السياسي والعسكري… إلى دور أخطر: تهريب المخدرات.
في الأشهر الماضية، رُصدت زيادة ملحوظة في عمليات ضبط شحنات مخدرات قادمة عبر بحر العرب والبحر الأحمر، بالقرب من السواحل اليمنية.
آخرها يوم الخميس، حيث أعلنت القوات البحرية المشتركة عن مصادرة شحنة ضخمة بقيمة تفوق 36 مليون دولار!.
العملية قادتها سفينة بريطانية، وضبطت ما يلي:
• 1000 كيلوغرام من الهيروين.
• 660 كيلوغراما من الحشيش.
• 6 كيلوغرامات من الأمفيتامين.
ومنذ بداية 2025، تمّت 4 عمليات ضبط رئيسة قبالة سواحل اليمن، بكمية تقارب 7000 كيلوغرام، أي ما يزيد بنحو 70% عن نصف الكميات المضبوطة خلال عام 2024 بالكامل!.
بحسب العقيد محسن الخضر، فإن الحوثيين أصبحوا "محور تهريب جديد" ضمن شبكة إيران في المنطقة.
والسبب:
• فوضى الحرب.
• الانقسام السياسي.
• السيطرة على موانئ استراتيجية مثل الحديدة.
• وعلاقاتهم مع شبكات التهريب البحرية والبرية في مناطق الحكومة الشرعية.
هذه العوامل تجعل من اليمن بيئة مثالية لتوزيع المخدرات نحو الداخل والخارج.
تقارير أممية تؤكد أن الحوثيين يستخدمون تجارة المخدرات لتمويل الحرب وشراء الأسلحة.
وزارة الداخلية اليمنية أعلنت أن معظم الشحنات المضبوطة هذا العام مصدرها: إيران، باكستان، وأفغانستان.
الأرقام تتحدث عن:
663 كيلوغراما من المواد المخدرة.
7000 حبة كبتاجون ومؤثرات عقلية.
وكلها تذهب لدعم آلة الحرب وتجنيد الشباب في ميليشيا الحوثي.
بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية:
"ما يفعله الحوثيون لا يؤجج الصراع فقط… بل يُسرّع من انهيار المجتمع اليمني ويهدد مستقبل أجياله".
إذاً مع تراجع نفوذ إيران في الشمال… يبدو أن الجنوب يستعد لتحمّل عبء تهريب قاتل!.
فهل يتحول اليمن إلى كولومبيا الشرق الأوسط؟.
أم يتحرك المجتمع الدولي لكسر هذا الخط الجديد؟.
